«ليلة لو باقي ليلة... بعمري أبيه الليله»...
كانت هذه الأغنية التي وقّعها الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس بألحانه الخالدة، وحازت شهرة واسعة النطاق في الخليج والوطن العربي مذ أبصرت النور في منتصف التسعينات، هي العنوان الأبرز في ليلة افتتاح الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الموسيقى الدولي، الذي انطلق أمس، برعاية وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري، ويحتضنها مسرح الدراما في مركز الشيخ جابر الثقافي خلال الفترة حتى 22 من شهر سبتمبر الجاري.
وشهدت ليلة الافتتاح، حضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتور محمد الجسار، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور مساعد الزامل، إلى جانب حشد غفير من الفنانين والشعراء والملحنين والإعلاميين، بينهم الشاعر القدير بدر بورسلي والفنان محمد البلوشي والفنان القطري علي عبدالستار، والإعلامي ماضي الخميس، فضلاً عن حضور المحتفى به الفنان عبدالرب إدريس.
في البداية، اعتلى عريف الحفل الفنان سعود بوشهري خشبة المسرح، ليعلن عن افتتاح المهرجان بالقول: «الموسيقى ليست مجموعة من الأصوات والنغمات، بل هي جزء لا يتجزأ من حياتنا، وتلعب دوراً كبيراً في تعزيز جودتها وتواصلنا مع العالم من حولنا».
وأضاف «نحتفل اليوم بانطلاقة مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الثالثة والعشرين، تزامناً مع ذكرى اليوبيل الذهبي لمجلس الثقافة، لتأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيسي في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون».
كما أثنى على سيرة ومسيرة شخصية المهرجان الموسيقار عبدالرب إدريس، «الذي قدم ألحاناً خالدة، وأبدع في تلحين العديد من الأعمال الغنائية المهمة، التي تركت بصمات كبيرة في ساحات الأغنية».
«سماء الإبداع»
من جهته، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور مساعد الزامل في كلمة الافتتاح: «في هذه الليلة الاستثنائية نحلّق جميعاً في سماء الإبداع، ومع عشاق الموسيقى تصعد سلالم الفن لتلامس أرواحنا صفاء الذهن، فالموسيقى كما وصفها أفلاطون بأنها قانون أخلاقي، فهي من تنقلك إلى الخيال وتلهم السحر والإبهار بالحياة وكل شيء من حولنا».
وتابع قائلاً: «في افتتاح مهرجان الموسيقى الثالث والعشرين نحتفي بمن لامس قلوبنا ونكرم من ألهمنا بفنه وسحرنا بموسيقاه... الفنان والإنسان الدكتور عبدالرب إدريس».
ولفت إلى أن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ينصبّ في تعزيز أصالة الثقافة والفنون والآداب بشكل عام، والموسيقى بشكل خاص.
وثمّن الزامل جهود العاملين في شتى المجالات الفنية الموسيقية «الذين لامسوا القلوب وهيّجوا المشاعر وتركوا بصمة في الوجدان كعمق بحر الفن وكجمال عشق الفنان وكروح تصالحت بجسد، نبض حب وأشجان»
وختم قائلاً: «ولأننا على يقين بأن الموسيقى جزء من الجمال ووهج من الخيال نجدد العهد بالحب وفخامة الإحساس نقولها دوماً ونتغنى بها دهراً، لا حياة بلا موسيقى ولا موسيقى بلا حياة».
«مراسم التكريم»
في غضون ذلك، دعا عريف الحفل المحتفى به الموسيقار إدريس إلى الصعود على خشبة المسرح لتكريمه، فنال تكريماً مستحقاً عن مجمل مشواره في الموسيقى والغناء، كما أهداه الفنان التشكيلي أحمد مقيم لوحة فنية تحمل صورته.
بعدها، صعد المايسترو الدكتور أيوب الخضر وفرقته الموسيقية على المسرح لبدء الأمسية الغنائية التي شارك بها الفنانون، فهد السالم وبدر نوري ومساعد البلوشي، حيث تغنوا بروائع الألحان التي قدمها إدريس لعمالقة الغناء الخليجي.
البداية، كانت مع السالم، الذي شدا بأغنية «غريب» لعبدالمجيد عبدالله، أتبعها بأغنية «ردّ الزيارة» للصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر، فأغنية «الحل الصعب» لراشد الماجد.
في حين اختار بدر نوري اثنين من ألحان إدريس كان أولاهما «محتاج لها» وثانيهما «اعترفلج»، ليأتي دور الفنان مساعد البلوشي في الغناء، حيث استهل فقرته بأغنية «إنت معاي»، وأتبعها بأغنية «تأخرتي».
أما نجم الأمسية وشخصية المهرجان الموسيقار عبدالرب إدريس، فقد اختار أن يشدو بأغنية «الحفل له ناس»، وأغنية «ليلة لو باقي ليلة».
إدريس: «تبهذلت في هذا المجال»
على هامش تكريمه، قال إدريس بنبرة يختلجها شيء من البكاء: «إن هذا التكريم أكبر بكثير مما قدمته في مشواري كله، فأنا مازلت أشعر بالتقصير تجاه الفن».
وزاد: «أحببت هذا المجال ولكنني تعبت فيه و(تبهذلت). ورغم ذلك كنت في كل مرة أجد الدعم من المحبين والأوفياء أمثالكم، فأواصل المسير بكل حب».