رحاب جميل الذي يتأمّل فيه يجد خيراً متدفقاً يبعث على الأمل ويشير إلى صفحات مشرقة تعمل على التعاون وتضافر الجهود، من أجل الغايات السامية والخصال الحميدة والسمات الناظرة التي يتحلى بها الأصدقاء ليعاون بعضهم بعضاً من أجل إسداء الخير والعمل من أجله.
إنّ الصديق الحق من كان معك
ومن يضرّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك
شتت فيك شمله ليجمعك
ما أجمل أن يتحد الأصدقاء من أجل تحقيق المصلحة العامة التي ينشدونها مجتمعين من أجل إضفاء البهجة والسرور في القلوب والأوساط.
ولكن تبقى قصص تثير اللوعة وتبعث على الاشمئزاز من بعض الناس تجاه أصدقائهم حتى ولو كانت القصص التي تتداول عبر الأيام عن بعض الأصدقاء فيها نوع من أنواع الدهشة والألم والضيق لما تحويه من مشاهد بائسة.
يروى أن أحدهم ذهب مع أصدقائه في نزهة، ثم تظاهر بالتعب واستأذنهم للرجوع إلى منزله... لم يذهب إلى منزله، ذهب إلى منزل صديقه وأراد أن يعتدي على زوجة صديقه، وكان في المنزل كلب، استأسد هذا الكلب ودافع عن المرأة وقتل المعتدي ووقف بين المرأة والمعتدي حتى رجع صاحب البيت ونظر إلى هذا المشهد فأنشد يقول:
ومازال يرعى ذمّتي ويحوطني
ويحفظ عرسي والخليل يخونُ
فوا عجباً للكلب يخفر ذمّتي
ووا عجباً للخلّ كيف يخونُ
وقد قيل:
الصديق وقت الضيق، فإذا ضاقت الدنيا على أحدهم فرّ الآخر لتفريج همّه بما يمتلك من مفاتيح البهجة والسعادة والحبور.
ما أجمل أن يتصافى الأصدقاء وتتحد قلوبهم وتتوحّد سواعدهم وتلتقي أفكارهم من أجل الغايات النبيلة والإشارات الواعدة والأفكار الناهضة ولم تزل الدنيا في خير لأن فيها أناساً يعطف بعضهم على بعض في إشراقات من التعاون المثمر للوصول إلى أهداف نبيلة كلها إشراق وسمو.
حقاً:
أخاك أخاك إن من لا أخا لهُ
كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح