«الملاحم الكويتية» إصدار جديد للروائي هيثم بودي...
إذ تقع في 7 روايات قصيرة مجتمعة في علبة واحدة، وقد جاءت بأسلوب قصصي درامي لتثير ذاكرة الأجيال إلى أهم السنوات التي مرّت على الكويت وأثرت على ذاكرته وشخصيته المجتمعية، ملاحم تجسد قصة شعب استطاع اجتياز هذه الكوارث ليبقى ويقاوم ويكتب اسمه بماء من ذهب، ويرفع رايته في سماء العالم أجمع.
وقد استطاع الروائي أن يأخذنا في بساط سحري للعيش ورؤية ومعايشة تلك السنوات التي خلقت معدن هذا البلد الطيب وصقلته وصهرت فئاته المجتمعية في قالب واحد.
فمن «سنة الطبعة» حادثة غرق سفن الكويت التجارية العائدة من الهند عام 1868، وحلم الأم ومنعها لابنها من السفر، إلى «سنة الهيلك» وهي سنوات المجاعة العظمى التي ضربت في وادي الجزيرة العربية وبر فارس، واتجه الجميع إلى الكويت بلد مخازن الحبوب والأرز والحنطة والمربوطة بحبل سري تجاري لا ينقطع مع الهند، وتتجاوز هذه الأزمة الكارثية التي امتدت 3 سنوات اهتز فيها الاقتصاد الكويتي، لكنه صمد لحين هطول الأمطار العظيمة في السنة الرابعة وعادت المياه إلى مجاريها، وعاد الهيلك إلى أوطانهم يشكرون الكويت على جميل استضافتهم في تلك الأزمة الكارثية.
«سنة الطفحة»
ثم ينتقل بنا بودي إلى رواية «سنة الطفحة» لعام 1912 سنة الثراء العظيم، حيث بلغت إيرادات الكويت 8 ملايين روبية ولم يبقَ مديون واحد، ولبست النساء الذهب واللؤلؤ وزار الكويت فيها تاجر المجوهرات الفرنسي كارتييه يبحث عن اللؤلؤة الفريدة.
كما يحلّق بنا إلى «رواية البيرق» عندما أمر الشيخ مبارك الكبير برفع البيرق الجديد الذي كتب عليه كلمة كويت في ساحة قصر السيف العامر العام 1914 ويرفع على السفن في آفاق البحار إلى الهند وأفريقيا، وعلى قوافل الخطوط البرية التجارية وبوادي الكويت وقوافل الحج.
ولم يكتفِ بذلك، بل قدم لنا - على طبق من ذهب - رواية أسطورة «سعد وسعيد» وسنة الغبار الأحمر وملحمة الحب والفداء عن قصة أول جريمة قتل عرفت في الكويت في جزيرة فيلكا عام 1771. ثم إلى ملحمة رواية «سوق الغربللي» أثناء الحرب العالمية الثانية، ليرصد لنا مجبل بائع القهوة الصغير - بطل القصة - التحولات الاجتماعية وانقسام المجتمع الكويتي بين هتلر وبين تشرشل وبين «إذاعة برلين» و«إذاعة هنا لندن»، ليشهد مجبل ميلاد إذاعة الكويت «هنا الكويت» عام 1951.
يُذكر أن الروايات السبع القصيرة من إصدار «دار السندباد» للتوزيع والنشر.