بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها سوف تقوم بتلبية الطلب الأوكراني في إرسال القنابل العنقودية لها، انتقد العديد من جماعات حقوق الإنسان هذا الطلب الأوكراني، لأن هذا النوع من الأسلحة محظور من قبل أكثر من مئة دولة.
تلك الانتقادات لم تكن فقط من جانب جماعات حقوق الإنسان، بل ان الانتقادات كانت حاضرة حتى في داخل الكونغرس الأميركي، حيث أثار السناتور الأميركي تيم كين، والنائبة باربرا لي، من الحزب الديموقراطي مخاوفهما في شأن قرار إدارة الرئيس جو بايدن إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا لمواجهة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأيضاً، شكك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في صواب وصحة قرار واشنطن في شأن موافقتها على إرسال الذخائر العنقودية لأوكرانيا.
بل انه في داخل حلف الناتو هناك دول بيّنت أنها لا تُشجع أوكرانيا على استخدام الذخائر العنقودية مثل بريطانيا وألمانيا.
هناك مثل شعبي متداول في عموم الوطن العربي بتعدد لهجاته المختلفة، المثل يقول «الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء».
وهذا المثل ينطبق بالتفصيل على أولئك الذين يلومون أوكرانيا وينتقدونها في احتياجها لأسلحة قوية مثل الذخائر العنقودية لكيّ تستخدمها لردع المعتدي والمغتصب الجيش الروسي، الذي ارتكب الجرائم البشعة في حق الشعب الأوكراني، حيث جعل آلاف الجثث الممزقة ممددة في الشوارع وعلى الأرصفة، وجعل الدماء تسيل بغزارة وبشكل جنوني حتى صُبغت الشوارع والساحات باللون الأحمر!
كم من سلاح مُجرّم دولياً، وكم من صاروخ، وكم من قذيفة، وكم من طائرة مُسيّرة منذ بداية الحرب استخدمها الجيش الروسي ضد الشعب الأوكراني البريء الأعزل في استهدافه للبيوت والعمارات السكنية والمنتزهات والحدائق والمسارح ومحطات المياه ومولّدات الكهرباء؟!
أين جماعات حقوق الإنسان، وأين جمعية الأمم المتحدة، وأين الكثير من دول العالم حينما كان الجيش الروسي يُمطر الشعب السوري ليلاً ونهاراً في الكثير من المُدن والقُرى لأعوام عديدة منذ تاريخ 30 سبتمبر 2015 بالبراميل المتفجرة شديدة الفتك بالإنسان، حيث يحمل البرميل الواحد منها ما بين 200 و300 كيلوغرام من مادة (تي أن تي) المتفجرة، وتضاف إليها مواد نفطية لتساعد في اندلاع الحرائق عند إصابتها للهدف، وتضاف أيضاً لها قِطع معدنية مثل المسامير والخردة الحادة، لتكون بمثابة شظايا تُحدث أضراراً مادية في البشر والمباني؟!
ماذا تريدون أن يفعل الجيش الأوكراني أمام الظلم والطغيان والأسلحة الروسية المُجرّمة دولياً التي يستخدمها الجيش الروسي منذ بداية حربه ضد الجيش والشعب الأوكراني؟!
هل تريدون من أوكرانيا أن تستخدم ضد الجيش الروسي الذي احتل أراضيها وقتل شعبها ودمّر كلّ شيء جميل فيها... أسلحة صوتية مثلاً؟ هل تريدون من أوكرانيا أن تستخدم أسلحة مدهونة باللوشن الناعم لترسلها برقة للجيش الروسي؟! هل تريدون من أوكرانيا أن تستخدم أسلحة خفيفة الوزن لونها وردي ومكتوب عليها عبارات رومانسية في حربها الظالمة ضد الجيش الروسي؟!
الآن فقط استيقظت ضمائركم ؟!
إني أقول بالفم المليان الواثق الواعي لأولئك الذين انتقدوا الطلب الأوكراني في تزويدها بالدخيرة العنقودية: خسئتم، خسئتم من هُنا إلى يوم الدين، وترليون خسئة في إنسانيتكم التي تنام وتصحو بحسب مزاجكم لا بحسب الذمة والضمير والخوف من الله تعالى.