ما إن أُسدل الستار على الموسم الرمضاني، حتى أصيب الوسط الفني بحالة من الكسل والخمول، مع تباطؤ ملحوظ لعجلة الإنتاج الدرامي، التي تشهد في الربع الأول من كل عام نشاطاً كبيراً، بينما ترقد في بقية الشهور من السنة، كما لو أن المشاهدين لا يتسمرون أمام شاشة التلفزيون إلا في الشهر الفضيل!

«الراي» استطلعت بعض الآراء لكتّاب ومخرجين، ممن كشفوا عن أسباب هذا الركود بالرغم من تعدّد المنصات والقنوات التي تستقطب الأعمال الدرامية على مدار العام، وعمّا إذا كان المنتج لايزال بالعقلية السابقة نفسها، التي تنظر إلى الموسم الرمضاني على أنه السباق الوحيد للمنافسة، أم أن لفصل الصيف وحرارة الطقس تأثيراً كبيراً لا يشقى من لسعاته كل من يقف تحت أشعة الشمس لساعات طويلة، من أجل التصوير الخارجي.

محارب: فرصة للتعويض

عزا الكاتب بدر محارب حالة الركود في الصيف «إلى اعتقاد المنتجين أن الأعمال في هذه الفترة غير مُشاهدة، بالإضافة إلى أن حالة الطقس لا تشجّع على التصوير في الجو الحار، لتأثيره على الأجهزة والكاميرات ونقاء الصورة وغيرها من العوامل الأخرى، وكذلك لأنه يرهق الفنانين، لذلك تقّل حركة الإنتاج الفني».

واستدرك قائلاً: «ولربما يعتقد البعض من صنّاع الأعمال أن الموسم الرمضاني هو الفرصة الأهم لتعويضهم عن حالة الركود التي عاشوها بقية شهور السنة، على الرغم من أن المنصات الرقمية باتت تستقطب المسلسلات الموسمية، السداسية والسباعية وغيرهما، ومثل هذه النوعية من المسلسلات القصيرة قد تساعد على تقديم أعمال بشكل مستمر ومتواصل على مدار العام، بدلاً من اقتصارها على شهر رمضان فقط».

النشمي: موسم آخر

اعتبر الكاتب الشاب محمد النشمي أن «هناك أعمالاً موسمية يتم إنتاجها وتصويرها في الصيف ليتم عرضها قبل الموسم الدرامي لشهر رمضان». وأضاف: «أصبح شهر أكتوبر بالإضافة إلى شهر نوفمبر موسماً آخر غير موسم رمضان لعرض الأعمال الكويتية، فأغلب النجوم صاروا يحرصون على التواجد فيه. شخصياً لديّ أعمال كثيرة تم عرضها خارج رمضان في السنوات السابقة، مثل مسلسلي (نفس الحنين) و(سرك الخافي)».

وعمّا إذا كان بعض المنتجين لايزالون ينظرون إلى الموسم الرمضاني على أنه السباق الوحيد للمنافسة الدرامية، ردّ قائلاً: «لا والله. أرى المنتجين صاروا حريصين على إنتاج الأعمال الموسمية خارج الموسم المعتاد، بل أكثر من أعمال موسم رمضان نفسه، حيث إن العمل في الشهور العادية من السنة يأخذ حقه بالعرض بلا منافسة من أعمال أخرى».

وبالنسبة إلى تأثير فصل الصيف على طاقم العمل من فنيين وفنانين، خصوصاً أثناء تصوير المشاهد الخارجية، أجاب النشمي: «صيف الكويت (مو هيّن)، حيث نضطر أحياناً لتحويل المشاهد الخارجية للتصوير الداخلي بقدر المستطاع، إلا إذا اضطررنا حسب الدواعي الدرامية للعمل والمشهد نفسه. فمن خلال تجربتي السابقة في (منزل 12)، والذي جرى تصويره في الصيف، فقد كانت معظم المشاهد خارجية و(بصراحة متنا حر)، فبلاشك أن الطقس يؤثرعلى إنتاجيتنا، وبالتالي على جودة العمل نفسه، لذلك نحاول دائماً التصوير في فصل الشتاء».

خسروه: انفتاح الأفكار

تحدث المخرج سلطان خسروه، قائلاً: «أعتقد أن انفتاح الأفكار والقصص المتنوعة عربياً، لا سيما تعدد المنصات وانفتاحها على العالم العربي والمشاركات والمشاهدات المتنوعة، هي السبب لتغيير خارطة طريق الدراما من محلية وخليجية إلى عربية. هذا السبب ممكن أن يجعل كل من الكاتب والمخرج والممول أن يراجع أفكاره، واليوم إذا لم تجدد أفكارك وعقليتك للمستقبل فستنتهي».

وأضاف «أما في ما يتعلّق بالتصوير في فصل الصيف، فهذا سبب رئيسي في حالة الركود، خصوصاً أن الاتجاه في السنوات القليلة الماضية صار نحو بناء الاستديوهات، ونحن حدّث ولا حرج، فليس لدينا استوديوهات حكومية ولا مستثمرين قادرين على استثمار مثل هذا المشاريع. (باختصار صرنا شغالين على البركة)».

كاظم: قلة الطلب

أكد المخرج محمد كاظم أن تباطؤ العجلة الدرامية بعد الموسم الرمضاني هو أمر خارج عن إرادة صنّاع الأعمال، عازياً الأمر إلى قلة الطلب على الإنتاجات الجديدة، في ظل توافر الكثير من المسلسلات في السوق الفنية.

وتابع أن «القنوات التلفزيونية بعد رمضان لا تطلب أعمالاً جديدة، لأنها تشتري المتوافر بالسوق وبربع القيمة».

في جهة أخرى، أوضح كاظم أن التصوير خلال الصيف ليس له تأثير كبير على سير العمل، «بل عادة ما يكون تأثيره بسيطاً، فنحن غالباً ما نشتغل بالصيف ومتعودين عليه، لأن معظم المشاهد يكون تصويرها داخلياً».