قال رئيس قسم المذيعين والمذيعات في تلفزيون الكويت الإعلامي الشاب محمد الوسمي إن القيادات الشبابية في وزارة الإعلام لديها الوعي الكامل في مواكبة التغير المتسارع في عالم الإعلام، ممثلة بوزير الإعلام عبدالرحمن المطيري ووكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون التلفزيون تركي المطيري.

وأوضح الوسمي في حوار مع «الراي» أن جميع المذيعين والمذيعات في تلفزيون الكويت يتميزون بالكفاءة والمهنية، مؤكداً أنه ليس ضد النقد الهادف والبناء، «فمن لا يعمل لا يُخطئ» على حد قوله.

كما أضاء على نقاط عدة، نسرد تفاصيلها في هذه السطور.

• ما هي فلسفتك كإعلامي شاب، في إدارة البرامج التلفزيونية؟

- فلسفتي كمقدم برامج لا تختلف كثيراً عن بقية الزملاء الأفاضل. أحاول أن أقدم بطريقة تليق بشاشة عريقة مثل تلفزيون الدولة الرسمي، الذي قدم للإعلام المحلي والإقليمي الكثير من الأسماء الكويتية الرائعة، ومثلت الإعلام الكويتي خير تمثيل، وهي تقوم بالعمل من مبدأ احترام المهنية، واحترام المشاهد سواء المحلي أو الخارجي.

• حدثنا عن مشاركتك أخيراً في تدريب مجموعة من المذيعين في الدورة التأسيسية لمؤسسة البابطين، فكيف كانت التجربة؟

- طبعاً تم ترشيحي من قبل المسؤولين في قطاع التلفزيون للمشاركة في تدريب الزملاء الأفاضل الجدد، والمقبلين على العمل في عالم التقديم التلفزيوني.

وهي مسؤولية كبيرة عليّ ولكل المتدربين داخل هذه الدورة والتي زادت على 3 أشهر.

بطبيعة الحال، وكما يعلم الجميع، أن هذه الدورة التأسيسية من أهم الدورات في دولة الكويت بالشراكة بين وزارة الإعلام ومؤسسة البابطين، وكلي شرف أن أكون مع زملائي وزميلاتي الذين يتولون دفة تدريس وتدريب الزملاء الجدد.

• كونك رئيس قسم المذيعين والمذيعات في تلفزيون الكويت، كيف ترى الكفاءات الكويتية، مقارنة بزملائهم من المذيعين الخليجيين والعرب؟

- شهادتي مجروحة حقيقة بالزملاء المذيعين والمذيعات في وزارة الإعلام، ممن يتميزون بالكفاءة والمهنية.

كلٌ يسير حسب نوع البرنامج الذي يقدمه، فالبرامج كثيرة في تلفزيون الكويت وبلا شك متنوعة، فهناك الثقافي والمنوع ولاسيما البرامج اليومية، فلا يوجد اختلاف بين مذيعي الوزارة وبقية الزملاء في دول الخليج أو الدول العربية وربما نحن في الكويت نتفوق عليهم في الأغلب.

ولكن مساحات البرامج ونوعيتها مختلفة وحتى النظام يختلف من قناة لأخرى أو من بلد لآخر. وبكل أمانة، هناك زملاء من دول الخليج على وجه التحديد صاروا نجوماً وحققوا نجاحات كبيرة، وأيضاً تلفزيون الكويت يؤكد أن لدينا نجوماً وأساتذة كباراً لا يختلفون عن البقية في الدول الأخرى.

• بماذا تفسّر الانتقادات التي تعرض لها بعض المذيعين في تلفزيون الكويت خلال الفترة الماضية؟

- النقد يُحترم إن كان بنّاء وهادفاً وقد يقع كل منّا في خطأ ومن لا يعمل لا يُخطئ، ولكن وحده الشاطر الذي يتعلم منه ولا يكرره، وأنا على دراية كاملة أن الكفاءات التي لدينا شاطرة وتعي فلسفة العمل، فلا تستطيع أن ترضي بأسلوبك المهني كل الآراء حتى وإن قدمت بحرفية عالية وفق قواعد المهنة، لكن أؤكد أنه ليس سهلاً الظهور على شاشة تلفزيون الكويت كمذيع ومقدم برامج إن كنت لا تملك الكفاءة. هناك دورات عديدة وورش عمل وتقييم وتدريب وهذا ما اعتدنا عليه في وزارة الإعلام.

• لماذا لا يتميز تلفزيون الكويت إلا في شهر رمضان فقط، بينما تخبو شعلته بقية شهور السنة؟

- تلفزيون الكويت الأكثر تميّزاً على الصعيدين المحلي والخليجي ويتميز أكثر في رمضان. البرامج اليومية والأسبوعية كافة لدينا فريدة من نوعها ونحن نملك الأسبقية من خلال التجديد في الأفكار ومواكبة التطور في فلسفة البرامج في المجالات الثقافية الشبابية المنوعة الأسبوعية منها واليومية كافة، وبرامج «التوك شو» أيضاً.

لا أبالغ إذا قلت إن تلفزيون الكويت له نكهة الإبداع والتفّرد دائماً ويبقى العلامة الفارقة بين القنوات، واليوم نحن أمام فرصة ذهبية لأننا نحظى بقيادات شبابية ممثلة بوزير الإعلام عبدالرحمن المطيري لوعيه الكامل في التغيُر المتسارع في عالم الإعلام.

• هل يؤثر التغيير الوزاري المستمر بالسلب، على أداء العاملين في القطاع الإعلامي الرسمي؟

- لا أعتقد أن هناك علاقة مباشرة بين التغيير الوزاري والعاملين في قطاع التلفزيون على وجه التحديد. يبقى وزير أو يرحل فقطاع التلفزيون هو الباقي، ولكن يكون هناك تأثير كبير عندما يأتي وزير ولديه رؤية جديدة واستراتيجة وخطة واضحة يريد تطبيقها على أرض الواقع بهدف مواكبة التطور السريع في عالمنا، هو شيء مؤلم جداً أنه لا يكمل مشروعه بسبب التغييرات الوزارية السريعة.

• ما أهم البرامج التي تحرص على متابعتها في شهر رمضان؟

- العديد من البرامج المميزة أتابعها بشكل يومي، خصوصاً دورة البرامج في رمضان 2023 على شاشة تلفزيون الكويت، والتي عمل عليها مدة ليس بقليلة وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون التلفزيون مع الإدارة في قطاع التلفزيون تركي المطيري، ومن أبرز هذه البرامج «كل الحكاية» و«20 ثانية» والعديد من البرامج الأخرى، لذلك ظهر تلفزيون الكويت في أبهى صوره في شهر رمضان المبارك.

• ما نوعية البرامج التي تستهويك على الصعيد الشخصي؟

- حقيقة أعتز في برنامج «ليالي الكويت» خصوصاً أنني كنت من ضمن الفريق الذي قام على تأسيس هذا البرنامج الرائع، ومازلت أعتز بهذا الفريق وهذا البرنامج إلى يومنا هذا.

وكما تعلمون أن برنامج «ليالي الكويت» هو أيقونة البرامج في دولة الكويت شكلاً ومضموناً، ولكن لو خيّرت لتقديم برنامج خاص بي، ثقوا تماماً سوف أختار البرامج الحوارية السياسية فهي الأقرب بالنسبة إليّ، ولكن برنامج «ليالي الكويت» بسبب ضخامته وكفاءة العاملين فيه من الزملاء الأفاضل فهو شامل ومتكامل وأحياناً أجد نفسي عندما أقابل شخصية كبيرة لمناقشة القضايا السياسية والاجتماعية معه. لذا، أستطيع القول إن مختلف اللقاءات والحوارات تحدث لدينا في «ليالي الكويت».

• «لا تصلي في المسجد إذا كنت مريضاً»، لعلّ هذه الجملة التي قلتها ذات يوم، أثارت ثائرة البعض في مواقع «السوشيال ميديا» ممن اعتبروها مبالغة منك، في حين أنك حظيت كذلك بتأييد البعض الآخر... ولكن في كلتا الحالتين، ألا ترى أن مثل هذا الكلام يحتاج إلى فتوى دينية قبل أن يخرج من إعلامي متميز مثلك؟

- التعامل مع وسائل «السوشيال ميديا» صعب جداً بالنسبة إليّ، فإن كنت على طبيعتك وسجيتك فالبعض لا يريدك إلا أن تكون ذلك المذيع الذي عرفه عن طريق شاشة التلفزيون، وهناك من يقول أنت لست في التلفزيون لتكون رسمياً معنا.

لذلك، أرى أنه من الصعب جداً التعامل مع هذا العالم الجديد، ولكن بالنهاية أبقى حالي حال البقية من إخواني المواطنين، وبطبيعة الحال أتعرض لمواقف أو أرى ملاحظات أشاركها مع المتابعين الأفاضل.

ولم أكن أتخيل أن هذا الموضوع - صلاة المسجد - أن يتم تداوله بهذه القوة الكبيرة، لأنني تعرضت لموقف غريب من شخص تبدو عليه جلية أعراض الوعكة الصحية ويصلي بجانبي في المسجد، فقلت رأيي المتواضع في المقطع، فانصدمت من ردة الفعل الكبيرة من جانب المتابعين.

لكن ولله الحمد وصلني الثناء على طرح هذه النقطة، ولا أعتقد أن الموضوع قد يصل إلى درجة اللجوء إلى مشايخ دين لأخذ فتوى، فالفكرة أن موقف تعرضت له وطرحته مع المتابعين، والدين الإسلامي دين يسر وأكيد للمريض عذره وأجرهُ عند رب العالمين إن صلى في المنزل بعذر صحي، والله أعلم.

• هل يحق للإعلامي أن يعبّر عن رأيه الشخصي في مواقع «السوشيال ميديا» حتى لو كان رأيه يتعارض مع توجهات القناة التي يعمل بها؟

- نعم وبكل تأكيد. لك الحرية كمواطن قبل أن تكون موظفاً أن تبدي رأيك الشخصي في كل ما ترى أمامك تتفق أو تختلف معه، والحمدلله نحن في بلد ديموقراطي وبلد قانون، ولذلك أقول رأيي الشخصي أينما كنت وفي أي وقت أريد، ولم يمنعي أحد أو يوجهني أحد.

وبالنسبة لتلفزيون الكويت، هذه القناة التي أعمل بها هي تمثُل توجهات الدولة وقبل أن أكون موظفا لديها فأنا مواطن كويتي، ومع توجهات الدولة محلياً وإقليمياً وعالمياً.