في رد على شخص شتمه، قال «صحيفتك... املأها بما شئت»، جاء في قول مأثور، البعض نسبه لخالد بن الوليد، وآخرون لأمير المؤمنين علي بن ابن طالب.
الشاهد أننا وخلال شهر رمضان نقرأ القرآن ونستوقف عند بعض الآيات الكريمة التي تتحدث عن السب والقذف والاستهزاء والغيبة والنميمة وحال المنافقين.
تمعّن بقوله تعالى «أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون»!
نحن هنا نتحدث نستشهد في كثير مما نكتب بآيات من القرآن الكريم، وأحاديث نبوية صحيحة كأساس للحديث حول الإصلاح خوفاً وخشية من عقاب المولى عز شأنه لنا كما حدث لأقوامٍ سبقتنا عندما عاث فيها الطغاة من قوم نوح ولوط وغيرهم، ونستشهد بعدالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي خشي في قوله المأثور أن يسأله الله عن بغلة «دابة» في العراق لم يسوِ لها الأرض «الطريق»!
هذا القول المأثور أساسه الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وقوله عز من قائل «وقفوهم إنهم مسؤولون»!
والغريب في الأمر أن البعض يصور كل من يوجه النصيحة لإصلاح إدارة مؤسساتنا بأنه «معارضة» و«غوغائي» و«ما عنده سالفة»... استهزاء قد يرافقه شتم وسب وقذف و«حش ـ نميمة وغيبة»!
لذلك عنونا هذا المقال لهذه النوعية من أحبتنا هداهم الله... فلكل صحيفته... يملأها بما شاء، ولا يعلم بالسرائر إلا المولى عز شأنه.
واليوم، وبعد خبر فرض رسوم على مظلات السيارات... هاج البعض انتقاداً وسخرية واستهزاء.
لا أحد يكره التنظيم وحسن الإدارة والعدالة في التطبيق عند فرض رسوم على كل مستغل لأملاك الدولة بدءاً بالكبار وانتهاءً بالصغار ومروراً بالبقية من الحالات التي تُشكّل تجاوزاً على المال العام.
والحصيلة في نهاية المطاف أنك مسؤول عن كل ما يبدر منك عند وقوفك أمام رب عادل لا تغيب عنه مثقال ذرة، فكن في صف أهل الحق الباحثين عن الإصلاح، وإن بادرك شك في ما يقال ويبث فبادر بالتحقق قبل أن تصدر حكمك.
الزبدة:
إن رمضان شهر الكرم وفيه نلتمس ليلة القدر ويكثر الناس من قراءة القرآن والاستماع إلى الأحاديث النبوية... فهل من مُتّعظ؟
لا تستهزئ وتشمت وتغتاب وتتجسّس وتتحسّس... فأنت غير معني بالآخرين، واحرص على تقويم سلوكياتك وكن ناصحاً أميناً وأحسن الظن.
وللعلم، فإن ما حصل من خطأ أو ذنب، نستطيع العدول عنه بالاستغفار والالتزام بأوامر الله ونواهيه، استناداً إلى قول الله تعالى «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @DrTALazmi