قرأتُ للكاتب الكبير فؤاد حداد، رحمه الله، قصة أطفال تصلح لجميع الأعمار حتى الشيخوخة، وكان عنوانها «ليمونة المحاياة»، وهو عنوان غريب، ولكن ليس بقدر غرابة جمال وروعة طريقة الكاتب وهو يأخذك معه في رحلة سريعة لكي يخبرك بصدق من هو «الولد» الشاطر... أو الفتاة الشاطرة.

مَن هو «الولد» الشاطر؟

سألت مجموعة من الأصدقاء «الشطار» في الحياة، و«الشطار» هنا ليس بمعنى «اللصوص والعياريين»، بل الشطار في أخلاقهم ووظائفهم وسياقاتهم العائلية، وكانت إجابات أصدقائي متنوعة بتنوع طفولتهم.

أحدهم قال: هو الذي يحصل على كلمة شاطر خارج أسوار المدرسة.

وقال آخر: هو من عرف ما له وما عليه من الله ليس أسهل من ذلك في الحياة، وستجد أن الحياة جميلة.

مُعلّم موسيقى أخبرني عن الولد الشاطر قائلاً: هو من سلّم أمره كاملاً لله.

بينما قال لي صديقي الرابع: الولد الشاطر صاحب همّة، دائم العمل على نفسه، وهو محسنٌ لمن حوله أي خيره لأهله، أو كما قيل: «خيركم خيركم لأهله»، و«خيركم مَن تعلّم القرآن وعلّمه».

صديقي الخامس المحب للحياة قال: الشاطر هو الذي يشطر وقته للعلم والترفيه وبقية أمور الحياة.

وتتابعت الإجابات بين... هو من يسمع كلمة أمه... من يثق بقراراته... وهو من يصل لقمة الجبل بتوفيق من الله ثم بداهية ذكائه... هو النظيف الذي يسمع كلام أهله.

أما فؤاد حداد، رحمه الله، فقد كان في نهاية قصته له إجابة مختلفة أو ربما متشابهة.

إجابة تعبر عنه وعن الطفل الذي بداخله... يقول:

- الولد الشاطر بحق مَن يسقي الحق إلى آخر قطرة. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@