الصداقة عنوانها الوفاء، حتى بعد الغياب... وهو ما قام به رفقاء درب الراحل الشيخ دعيج الخليفة الصباح في ذكرى رحيله الأولى التي صادفت مساء الأحد الماضي، من خلال تنظيم أمسية تأبين نظّمها علام الخطيب حملت عنوان «ليلة وفاء» احتضنها مسرح «نقابة العمال»، واستذكرت مناقبه.

شهدت تلك الليلة حضوراً غفيراً، تقدمته عمة الراحل الشيخة شيخة العبدالله والشيخ طلال العلي وعدد من الفنانين، أبرزهم طارق العلي وداود حسين وعبدالرحمن العقل وعبدالعزيز المسلم وعبدالله غلوم وعماد العكاري، إلى جانب رفقاء دربه والمحبين.

«ذكراك ستبقى في الكويت»

أمسية التأبين التي قدمها الإعلامي صديق الراحل ناصر العطية، بدأت بآيات من القرآن الكريم، بعدها اعتلت عمته المنصة ورثته بالقول: «رحلت يا دعيج عن دنيانا وذهبت لدنيا أجمل، لكن ذكراك ستبقى في الكويت التي أحببتها وأعطيتها الكثير. لديك الآلاف من المحبين ومثلهم من الناقدين الذين طلبوا مني التواجد حتى يبرئوا ذمتهم. كنت متسامحاً عطوفاً حنوناً ولم تزعج أحداً، رحلت وتركت أثراً كبيراً، حينها فقدك متابعوك الذين كانوا يشاهدون يومياتك البسيطة، (الله أعطى والله أخذ)، أسأل الله أن يصبّر قلب والدته الشيخة لولوة، وشكري إلى طارق العلي الذي منحنا المسرح».

«لا يحمل ضغينة لأحد»

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة السينما الكويتية الوطنية هشام الغانم: «زاملته منذ مرحلة الدراسة الابتدائية إلى يوم رحيله، بوخليفة كان إنساناً متصالحاً مع نفسه، ويسمو على الأخطاء ولا يحمل ضغينة لأحد وهي أهم ميزاته. فقده فجأة كان محل صدمة وألم لكل مَنْ أحبه وانتقده أيضاً، ونحن في شركة السينما الكويتية الوطنية فقدناه كعضواً فعّالاً».

«محب للرياضة والكويت»

صديق طفولته حمد عايد العنزي، من جانبه قال: «كان أباً لي بعد والدي الشهيد، تعلمت منه أموراً كثيرة في حياتي، (بوخليفة) أحب الرياضة والكويت (مافي مباراة إلا ويحضرها)، وأذكر في بطولة (خليجي 14) كتب أغنية للكويت ثم سجلناها وطبعنا الأشرطة، وذهب بنفسه إلى المطار حتى يوزعها».

وأضاف: «آخر عشاء أرسلته والدته له أوصلته بنفسي، بعدها وصلني اتصال من نجله خليفة وصديقه سطوحي مهران يخبراني بأنه توفي».

«سعيد بالأوفياء له»

بعدها كانت كلمة للفنان طارق العلي، فقال: «صحيح أن هذه الليلة حزينة، لكنني أعتبرها جميلة لـ(اللاجئ العاطفي) و(هلا بجوّي) الكلمات التي اشتهر بقولها. نحن كنقابة للفنانين والإعلاميين كنا حريصين على التواصل معه دائماً والاستفادة من خبراته، وهذا المسرح يعتبر مسرحه الذي قدم فيه أجمل الكلمات الشعرية، وكلنا فخر وشرف في (مركز فروغي) أن نستضيف تأبينه، وشخصياً عندما أشاهد أصدقاء الراحل أبحث لاشعورياً عن (بوخليفة) في أعينهم، فهو موجود بيننا وسعيد بكل الأوفياء له».

«يوجّب الجميع»

أما الفنان عبدالعزيز المسلم، فأشار إلى أن «الراحل كان لا يترك مناسبة إلا ويلبيها، وفي اليوم الواحد يُوجّب الجميع، وتجده دائماً أول شخص»، مضيفاً «كان حبيباً طيباً خجولاً، ولولا خجله لكان في أعلى المناصب، ورغم ذلك خدم بلده من منصبه كديبلوماسي في الخارجية، وبأعماله الخيّرة والتطوعية».

«بارّ بوالدته»

وروى ممثل مخيم ثانوية كيفان عصام الرفاعي آخر حديث بينهما: «كان حريصاً في آخر ليلة التقيته فيها قبل وفاته، على حضور التجمّع كل عام ليجتمع مع زملائه وأصدقائه، ودائماً كان يضع بصمة في كل زيارة ويجلب معه (كيكة) ضخمة جداً عليها شعار الثانوية حتى باتت عرفاً سنوياً، وفي حضوره الأخير كان دافئاً، وأخبرني برغبته في المغادرة مبكراً، وحينما سألته عن السبب قال (تدري أنا وحيد أمي وتحاتيني، لازم أمشي)، فكان بارّاً بوالدته».

مجموعة إنسان

ونيابة عن «جمعية الصحافيين الكويتية»، تحدث دهيران أبا الخيل: «فعلاً هي ليلة وفاء لمجموعة إنسان، والتي تشرفت الجمعية أن يكون أحد أعضائها. الراحل شارك في كتابة الزوايا وإعداد الصفحات الشعرية وكتابة الأوبريتات والمسرحيات، وقدم للبلد الكثير في جوانب عديدة. الذكر الطيب لا ينقطع، والمحظوظ مَنْ يذكره الناس بالخير، والراحل من الناس الذين ستبقى ذكراهم موجودة معنا».

فيديو رثائي

بعد انتهاء المشاركات، تم عرض فيديو عن الراحل، تضمّن رثاء شارك فيه كل من الدكتور نبيل الفيلكاوي، الفنان جمال الردهان، الفنان داود حسين، رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية محمد ثلاب، الفنان والمنتج باسم عبدالأمير، مشرف عام التأبين علام الخطيب، وكيل المفوض ومدير أعمال الراحل خالد المطيري وغيرهم.