وقعٌ غير عادي لاسم الكويت على مسامع الجزائريين... فما أن يعرف السائل أنه من تلك الأرض، حتى تتداعى الإشادات المرفقة بالتحيات والأمنيات والطموحات في تعميم النموذج الذي كرّسته العلاقات الثنائية، وذلك الاحترام اللامتناهي بين البلدين، على سائر علاقات الأسرة العربية.

إعلاميون جزائريون التقتهم «الراي» عشية القمة العربية، ثمّنوا عالياً عمق علاقات الكويت والجزائر، ومشاركة وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، في اجتماعات وزراء الخارحية، تحضيراً للقمة الـ31 التي تلتئم في الجزائر غداً وبعد غد، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، بأن تكون الكويت أول الحاضرين وآخر المغادرين.

الإعلاميون الذين استذكروا أسبقية الكويت الدائمة في تعزيز الوحدة ولم الشمل العربيين، وكذلك دورها في السعي لتعزيز آلية العمل المشترك، سياسياً واقتصادياً، دعوا إلى الارتقاء بعلاقات البلدين على أساس المستوى السياسي الممتاز الذي يجمعهما، لتعزيز الجانب الاقتصادي بتطوير مجالات الاستثمار، لاسيما أن كل المقومات موجودة لبناء شراكة قوية ومتينة وفعالة، معبرين عن كامل الاحترام والتقدير، لبلد لم يتأخر يوماً في المحافل الدولية، وها هو أول المشاركين في إنجاح هذا المحفل العربي الدوري.

وفي خضم العلاقات الدولية المتأزمة والتي ألقت بظلالها على العالم، رأى أولئك الإعلاميون أن المزيد من التكاتف في الأسرة العربية ضروري، مستندين في ذلك إلى الترابط الكبير بين البلدين.

عائشة سيد علي: دعم الكويت للجزائر يعود إلى ثورة التحرير

قالت نائب رئيس تحرير إذاعة الجزائر الدولية عائشة سيد علي، إن العلاقات الجزائرية - الكويتية تتقاطع بشكل لافت في عديد الملفات والرؤى، انطلاقاً من مبدأ مشترك يكرسه دستور البلدين، والمتعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأضافت أن جهود البلدين بارزة في مراحل عدة وأزمات عديدة، من أجل إصلاح ذات البين وتوحيد الصف العربي، وعلى رأسها القضية الأبرز التي يجتمع عليها البلدان، وهي القضية الفلسطينية، كقضية مركزية للعرب.

ورأت أن كل هذا التقارب بين الجزائر والكويت، تجسّد في القمة العربية التي تحتضنها الجزائر، حيث أوفت الكويت بوعدها، وكانت أول الحاضرين بوفد عالي المستوى، وصل الخميس الماضي.

وأفادت أنه منذ بدء التحضير للقمة، أبدت الكويت دعمها لجهود الجزائر من أجل إنجاح قمة «لم الشمل»، و«إذا عدنا للتاريخ، فان دعم الكويت للجزائر يعود إلى ثورة التحرير المجيدة، حيث ترأس الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، بنفسه (عندما كان وزيراً للخارجية) لجنة التبرعات ودعم جيش التحرير الوطني».

واعتبرت أن التقارب على المستوى السياسي بين البلدين، يجب أن يتكرّس ويتعزّز في الجانب الاقتصادي بتطوير مجالات الاستثمار، خصوصاً أن كليهما دولة مصدرة للنفط وهما عضوان فاعلان في منظمة «أوبك».

مصطفى منير: على مدار عقود... الكويت عرفت كيف تستثمر في الإنسان

قال الصحافي الجزائري مصطفى منير إنه عندما يُطلب من المرء أن يُعبّر عن شعوره تجاه أي بلد، فإنه حتماً سيفضل أن تحضره ذكرى زيارته لذلك البلد، وما يغمره من ذكريات بين أهلها الطيبين المضيافين، الذين جعلوني أشعر حقيقة، أنهم أهلي، وأيام ولحظات قضاها في أماكنها وأسواقها وشوارعها وشواهدها التراثية والعمرانية. وأوضح منير أن الكويت عرفت كيف تستثمر في الإنسان على مدار عقود مضت، مضيفاً «تأخذني ذكرياتي في الكويت إلى سوق التمر بالمباركية وبوابات سوق الكويت القديم، حيث يعيدك المكان إلى ماضي الكويت، وهناك أيضاً المتحف الوطني، حيث الآثار القديمة، واليوم ونحن نعيش أجواء القمة العربية، تتلألأ الراية العربية الجامعة، ومعها اسم الكويت ووقعه القوي في وجدان أي جزائري، نخباً وعامة الناس».

ولفت إلى أن وسط الظروف العربية التي يواكبها الجزائري كغيره من الأشقاء والإخوة العرب في كل بلد من منطقتنا العريقة الضاربة في التاريخ، وفي أخبار الأوضاع والتحديات، دائما ما يبرز دور الكويت الإيجابي المتسامح ومساهماتها الطيية والانسانية وانتهاجها أسلوب الحكمة والصلح والوساطات الطيبة الحكيمة. وأكد منير أن حضور الوفد الكويتي ومشاركته في أعمال القمة له كبير الاحترام والتقدير لبلد لم يتأخر يوماً عن المحافل العربية والدولية.

عبدالرزاق رمضان: من الكويت انطلق... أول صندوق للإنماء والدعم

قال الإعلامي عبدالرزاق رمضان، وهو رئيس تحرير في التلفزيون الجزائري، إن العلاقات الجزائرية - الكويتية مميزة ومتينة ومتجذرة، تستمد قوتها من عمقها التاريخي والمواقف المشرفة للكويت إبان الثورة التحريرية الجزائرية ودعمها اللامتناهي.

رمضان رأى في الكويت أنها حاملة الهموم العربية والداعمة والمبادرة لحل الأزمات والخلافات، مؤكداً أن شعب الكويت مسامح ومضياف، «فأول صندوق للإنماء والدعم انطلق من الكويت، وفرص الشراكة الكويتية - الجزائرية متاحة ويمكن تطويرها أكثر، خاصة التجارية».

وأكد أن كل المقومات موجودة لبناء شراكة قوية ومتينة وفعالة بين البلدين، حيث هناك تطابق كبير في الرؤى بين الجزائر والكويت في ما يتعلق بلم الشمل العربي، إضافة إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، كقضية محورية تجمع كل العرب.

وأشاد بدعم الكويت للقضية الفلسطينية، وبمواقفها الثابتة التي لم تتزعزع رغم الضغوطات، مشيراً إلى أنها متطابقة مع الجزائر.

اللحياني عثمان: حي باسم الشيخ صباح الأحمد في وهران

قال الصحافي الجزائري اللحياني عثمان، ان للكويت دائماً مكانة طيبة في قلوب الجزائريين، خصوصاً أن كوادر وطنية درست في الكويت، التي لديها محطات تاريخية وتطابق في العلاقات مع الجزائر، والدليل مقولة الشيخ صباح الأحمد،رحمه الله، إن «الكويت لا تأخذ مواقف إزاء القضايا الدولية، إلا بالتشاور مع الجزائر»، وهذا يدل على الاحترام. وأضاف أن مساهمة الكويت في دعم الجزائر كبيرة، مشيراً إلى أنه في مدينة وهران حي سكني بُني بتبرّع من الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، بعد زلازل ضربت المنطقة وسمي بـ «حي الشيخ صباح الأحمد».

أسماء كوار: الكويت في قلب الجزائر

وصفت الإعلامية الجزائرية أسماء كوار، العلاقات الكويتية - الجزائرية بأنها تاريخية تمتد من الثورة التحريرية، حيث دعمت الكويت الجزائر على جميع المستويات، مؤكدة أن «الكويت في قلب الجزائر». وأشادت بعمق العلاقات الثنائية، ومشاركة الكويت في القمة العربية وتأييد حل الخلافات في إطار سلمي ديبلوماسي.

فائزة جلول: علاقات وثيقة وتقارب كبير

اعتبرت نائب رئيس تحرير إذاعة الجزائر فائزة جلول، أن العلاقات الجزائرية - الكويتية تعكس التقارب الكبير، لاسيما في القضية الفلسطينية، كقضية مركزية، وأيضاً تفضيل الحلول السلمية للخلافات، والمساهمة في دفع العلاقات الاقتصادية العربية، ومواجهة التحديات.

وأكدت أن الأزمة الأوكرانية - الروسية ألقت بظلالها على العالم، لذلك نحتاج إلى التكاتف.