أثبت الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله أنه «أمير الطرب» بكل ما للكلمة من معنى، حين تربّع على عرش جمهوره الكويتي، منذ حفله الأول، الذي أعلن انطلاقة سلسلة حفلاته الثلاث المتتالية - المقامة في مسرح«أرينا مول 360» بتنظيم من شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات، وسط جمهور غفير وصل عدده إلى 5000 شخص في الحفل.
في الحفل الأول الذي حضرته «الراي»، حرص الجمهور على الحضور المبكر للاستمتاع بأمسية غنائية من العيار الثقيل بقيادة المايسترو وليد فايد وفرقته الموسيقية، حيث انقسم الحفل إلى فقرتين امتدتا حتى الساعة الثانية والنصف صباحاً، قدّم فيه عبدالمجيد لمحبيه خليطاً من الأغاني القديمة والجديدة التي قطفها من بستانه وصلت إلى 25 أغنية.
«كويت الحب»
الانطلاقة كانت مع أغنية «أحبك ليه»، التي أحيت العديد من الذكريات لدى الحاضرين، الذين توجه إليهم بالقول بعدها: «كويت الحب والفن أنا سعيد بتواجدي معكم، قلت أتجاوز المحنة وألتقي بكم... ما عندي كلام، أحبكم»، قبل أن يسألهم عن الذي يرغبون في سماعه، سواء كان من الجديد أم القديم، لينتقي بعدها أغنية «لمحته» التي حظيت بالقبول. بعدها انتقل إلى أغنية «أنا من قبل اعرفك» التي ألهبت الجماهير، وبلا شعور باتوا يغنون معه. وبعد الزلزال القوي الذي أحدثه الحاضرون، قدّم لهم أغنية «ما قدرت أصبر» وأتبعها بأغنية «مساء الخير».
«جمهور فوق التمام»
ولم يهدأ عبدالمجيد في تلوّنه الغنائي واختياراته الصائبة، إذ بعد ذلك تغنّى بأغنية «غزال ما ينصادي» فصاحبها تصفيق حار، وبلا مقدمات قفز لأغنية «فزيت من نومي» التي لم يقلّ وهجها عن سابقاتها، وفور انتهائه خاطب عبدالمجيد الحاضرين بالقول: «أنا محظوظ إني أغني بينكم، جمهور فوق التمام»، ومنها حلق مباشرة إلى أغنية «عايش سعيد» التي أطلقها في العام 2018، حيث علت «فلاشات» الهواتف عالياً بطلب منه مرافقة شجنه في أدائها.
ومن قديمه أيضاً اختار أغنية «إنسان أكثر» التي كان لها وقع مميز على مسامع جمهوره الذي أخذ بترديدها معه، وبها كانت ختام فقرته الأولى، والتي ضمت تسع أغان.
بعد أكثر من نصف ساعة من الوقت، عاد الفنان مجدداً إلى جمهوره المشتاق له، مكملاً تحليقه كالطير الحرّ الشامخ. وكانت البداية التي انتقاها لهم أغنية «على مثلك» فكان موفقاً فيها حيث اشتعل المسرح تصفيقاً وغناء مع الحرف الأول الذي نطق به، ليعقبها بإحساسه الدافئ مع أغنية «غلطة» التي لم تقل وهجاً عن سابقتها، فالأصوات علت معه بالغناء، لكن مشاعر «أمير الطرب» كانت الطاغية، وحضوره كان الأطغى.
«الخبرة تلعب دورها»
بعدها، عاد إلى القديم الذي حقق به النجاح من خلال أغنية «يا بعدهم كلهم» فنثر بكلماتها جمال الماضي وأحيا أجمل الذكريات.
ومع هذه الأجواء التي لا توصف بكلمات بسيطة، عزفت حنجرة عبدالمجيد أغنية بعنوان «ما كان هذا حب» التي كان قد طرحها في العام 2020، ليُقرّر العودة إلى قديمه مع أغنية «الله الله بالأمانة»، وباحترافية انتقى عملاً من جديده بعنوان «مع السلامة» بعد أن تحاور مع جمهوره ليعرف مدى استمتاعه بالوقت وما الذي يريد سماعه.
وهنا نقول فعلاً إن الخبرة تلعب الدور الكبير في السيطرة على جمهور قوامه 5000 شخص مشتاق حتى النخاع لنجمه المفضل.
وعلى وقع أنغام أغنية «ياما حاولت»، اهتزت أركان المسرح من حماسة الجمهور الذي فعلياً «اشتط» بالتصفيق والغناء حتى آخر مازورة موسيقية منها، حيث طالبه فور انتهائها بعدم التوقف والاستمرار في التحليق إلى أبعد فضاء، وهنا كان اختيار عبدالمجيد ذكياً في الحفاظ على سعادة الجمهور، فقدّم لهم من قديمه أغنية «ما بين بعينك»، من ثم أغنية «يا ابن الأوادم» التي أطلقها بالعام 2021، وهنا اتضحت موازنة عبدالمجيد في إشباع وله جماهيره من بستانه الممتلئ.
«الكويت بلد غير عادي»
الأمسية التي كانت شارفت على النهاية لم تخلُ من أغنية «قله» صاحبة الشعبية الكبيرة في العام 2013، وأيضاً أغنية «هزي يا أرض»، من كلمات الشاعر سعود البابطين وألحان سهم والتي أطلقها في العام 2015، إلى جانب أغنية «رهيب» التي قال عنها عبدالمجيد إن عمرها أكبر من كثير من الحضور، وغيّر من كلماتها في جملة فقال «الكويت والله بلد غيرعادي».
وكما وعدهم قدّم لهم على نغم آلة العود عزفاً وغناء أغنية «خير إن شاء الله»، وأتبعها بأخرى بمرافقة الفرقة الموسيقية «احكي بهمسك»، ثم من قديمه «يا طاير الأشجان»، وأعقبها بأغنية «خلص حنانك» التي كانت ختاماً لهذه الأمسية الاستثنائية التي حملت في طياتها 25 أغنية متنوعة.
الجميل هنا أن جميع ما قدمه عبدالمجيد كان الجمهور يحفظه عن ظهر قلب ويردده معه بصوت واحد في مشهد موسيقي لا مثيل له، وهو ما منح «أمير الطرب» الطاقة للإبداع بعدما استمد منهم حبهم له.
لقطات
• الحفل الغنائي كان منقولاً عبر شاشة تلفزيون الكويت (القناة الأولى) وقنوات «روتانا» وإذاعات «روتانا إف.إم».
• بوعبدالله كان دقيقاً في ما يخص مسألة هندسة الصوت، إذ كان يطلب من مهندس الصوت بعد أدائه كل أغنية تقريباً أن يعتني بالجمهور حتى يسمعوا جيداً.
• بين الأغنية والأخرى، حرص عبدالله على أن يسأل الجمهور قائلاً «مبسوطين؟»، وأيضاً عن الأغاني التي يرغبون في سماعها.
• طلب بوعبدالله من الجمهور منحه فرصة التقاط فيديو «سلفي»، والذي قوبل بالتصفيق الحار منهم.
• لم تغب أعين موظفي وزارة الإعلام، وتحديداً مدير إدارة التفتيش عبدالرزاق إدريس، ومنتسبي قسم إدارة الرقابة الفنية والمصنفات برئاسة بدر القطان عن الحدث، حيث كانوا حريصين على أداء عملهم بإتقان.