فيما طمأن جمهوره أنه بخير ويقضي معظم وقته في البيت لغرض «الراحة»، أرجع الإعلامي القدير عبدالرحمن النجار إلى أن عدم تكريمه إلى الآن في المناسبات الرسمية، سببه «المسؤولون على التكريم، ممن يرون بأنني أصبحت من الماضي»...!
وأوضح النجار في حوار مع «الراي» أن مشاكل الإعلام المحلي تكمن في كثرة القنوات التلفزيونية والصحف، مشيراً إلى أن كل شخص يظهر في التلفزيون ويقدم برنامجاً «ينظر لنفسه بأنه إعلامي، ولكن من يُقيمه هو المشاهد».
كما استرجع النجار ذكرياته ومسيرته في العمل الإعلامي الممتد لعقود من الزمن، وكتابته للمقال الصحافي وللشعر الشعبي أيضاً، والتفاصيل في هذه السطور.
• الجمهور يسأل: وينك؟
- موجود، ولكن كما تعلمون بسبب عامل السن أقضي معظم وقتي في البيت لغرض «الراحة» بعد العمليات التي أجريتها.
• وكيف هي صحتك الآن؟
- أطمئن جمهوري أن صحتي بخير والحمدلله، حيث يمكنني قيادة سيارتي بنفسي بين الحين والآخر، كما أزور الدواوين لمقابلة الأصدقاء.
• هل تتابع التلفزيون وتحديداً القناة الأولى؟
- قليل جداً.
• ما رأيك بالإعلام الحالي؟
- لعلّ إحدى مشاكل الإعلام الحالي هي كثرة القنوات التلفزيونية، وكذلك الصحف أيضاً، والكتابات التي تأتينا من كل صوب.
• هل ترى أن ازدياد عدد القنوات التلفزيونية والصحف شيء سلبي؟
- أعتقد أن كل بلد له إعلامه الذي يتعلّق بظروفه وتقاليده ورغبات شعبه.
• هل تستخدم مواقع «السوشيال ميديا»؟
- أستخدم «الواتساب» فقط.
وبصراحة، لا أستطيع الرد على الرسائل والفيديوهات والصور التي تأتيني بشكل يومي لكثرتها.
• قدمت خلال مشوارك الإعلامي العديد من البرامج المميزة، نذكر منها «شبكة التلفزيون» الذي حقق نجاحاً وانتشاراً واسعاً آنذاك، فماذا تقول عنه؟
- «شبكة التلفزيون» من أقرب البرامج إلى قلبي، فهو من البرامج التي حققت نجاحاً كبيراً خلال فترة عرضه على القناة الأولى لتلفزيون دولة الكويت، خصوصاً وأنه استمر لـ30 سنة وكان يعرض أسبوعياً.
ومن الأشياء التي تأتي على بالي، ولها أهمية كبيرة بالنسبة إليّ هي الشخصيات التي قابلتها وهم، يو ثانت الأمين العام الثالث للأمم المتحدة، وأسطورة الملاكمة العالمي الأميركي محمد علي كلاي، ووزير المالية والنفط عبدالرحمن العتيقي،رحمه الله، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الأخرى من الكويت وخارجها عربية كانت أو أجنبية.
• بعد هذا العطاء الكبير، لماذا إلى الآن لم يُقم حفل تكريم خاص بك؟
- «والله شسوي». كُرمت أكثر من مرة في مناسبات بسيطة.
• نقصد التكريم على مستوى الدولة؟
- «يمكن المسؤولون الآن على التكريم يرون أنني أصبحت من الماضي بالنسبة لهم»، على العموم أشكرهم على اهتماماتهم بالآخرين، فهم يستاهلون.
• هل كل من يظهر عبر شاشة التلفزيون ليقدم برنامجاً يقال عنه إعلامي؟
- كل شخص يظهر في التلفزيون ويقدم برنامجاً ينظر لنفسه نظرة (زينة) وممتازة وبأنه إعلامي، ولكن من يقيمه هو المشاهد، وممكن جهات مستقلة تعمل استفتاءات لمعرفة من هو المذيع المفضل والإعلامي.
• ما هي مميزات المذيع الناجح؟
- أهم شيء أن يحب عمله، ويكون ناجحاً عندما يبدأ الناس في «تقدير» ما يقدمه، ويصبح البرنامج مشاهداً وتُكتب عنه أشياء إيجابية.
• متى شعرت بأنك تميل للعمل الإعلامي أول مرة؟
- منذ صغري وأنا أحب الإعلام، ولكن بدأت فعلياً مذ كنت أدرس في بريطانيا وكنت في وقتها سكرتير رئيس اتحاد الطلبة، وكانت هناك الكثير من الفعاليات والمناسبات التي ساهمت في بروز الموهبة والحمدلله الظروف خدمتني.
وأتذكر أثناء دراستي كتبت مقالة بعنوان «هل أتزوج كويتية؟... هل أتزوج إنكليزية؟» ونشر في الصحف العربية وبسببه استضافتني الإعلامية فاطمة حسين في برنامج (الأسرة)، الذي كان يعرض على تلفزيون الكويت وأثناء عرض الحلقة شاهدها وزيرالإعلام الشيخ جابر العلي، رحمة الله عليه، فقال لهم (ييبوا) هذا الولد ليصبح مقدم برامج.
وبعد تخرجي من الدراسة الجامعية قدمت أول برنامج «بريد التلفزيون»، وبرنامج «وراهم وراهم»، و«استديو الاثنين» مع الفنانة سعاد عبدالله، ومن ثم أتى البرنامج المشهور «شبكة التلفزيون».
• موقف حصل معك أثناء عملك في التلفزيون ومازلت تتذكره إلى الآن؟
- المواقف كثيرة، وربما أكثر موقف أتذكره إلى الآن هو عندما كنت أقدم برنامجاً وأنا على الهواء مباشرة أخبروني أن الضيف اعتذر، فاضطررت إلى أن أخرج (فاصل)، وأثناء الفاصل طلبت من مخرجة البرنامج نورية السداني أن تكون هي الضيفة، وفعلاً وافقت وأكملت الحلقة وكان حواري معها حول شخصها كونها أول مخرجة تلفزيونية كويتية وعن تجربتها في هذا المجال، فأنقذنا الموقف.
• وبالنسبة إلى كتاباتك الصحافية؟
- نعم، كنت أكتب مقالات صحافية أتطرق فيها لمواضيع اجتماعية وقضايا فكرية ثقافية مختلفة، وبعيدة عن السياسة، ولكنني توقفت عن الكتابة «مريحين شوية».
• أنت معروف بكتابتك للشعر الشعبي، فهل هناك فكرة إصدار ديوان شعري في الفترة المقبلة؟
- المفروض. فأنا لدي أشعار كتبتها تكفي لإصدار أكثر من ديوان، ولكن سبب التأخير هو الكسل.
• بالنسبة لأبنائك، هل منهم من مشى على خطاك وسلك طريق الإعلام؟
- لا.
أبنائي بعيدون عن الإعلام ويعملون في قطاعات مختلفة، وهم الدكتور فهد استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد والسمنة، والدكتورة فاطمة وكيل مساعد في كلية الصحة، دلال مهندسة صناعية، وخالد خريج حقوق.