الدكتور صالح العجيري إلى رحمة الله، امتاز بعلم الفلك وارتبط معه سكان شبه الجزيرة العربية في صلواتهم اليومية وفي شهر رمضان المبارك ليلاّ ونهاراً.

وطالما تكون مواقيته مع الأهلة أكثر توافقاً مع الاجتهادات، واحتمالات الناس واتباع دول مع دول الجوار... وان اتبع الاعلان الرسمي في الاذاعات، أمر الناس بالتقيد في الاعلان الرسمي مع الجماعة حتى لا تكون الفرقة، وإن ثبت لديه أن الرصد العلمي فيه الصواب أمر بقضاء ذلك اليوم.

- حصل على الدكتوارة الفخرية من جامعة الكويت.

ولد في 1340هـ /1921م، أطال الله في عمره إلى السنة الأولى بعد المئة.

درس بكُتاب والده، ثم التحق بالمدرسة النظامية المباركية.

وبعد المرحلة النهائية الثاني ثانوي في المباركية قام بالتدريس في المدرسة الشرقية في السنة الدراسية 1941 /1942، ثم انتقل الى المدرسة الأحمدية. تعلق بعلم الفلك فذهب إلى مرصد حلوان في مصر، كما اتصل بالفلكيين في العراق، والمغرب العربي، ودول أخرى.

زرته مع الأخ أحمد عبدالله القطان في منزله، وأشار إلينا ألّا ندخل في ديوانيته بالمرقاب وأخذنا نتفرج بعلمه دون معرفته.

كان قد نصب (سالية) شبك صيد السمك وثبتها على جدران الديوانية وبحضنه قصاصات ورقية على سجادة، وأخذ يُلقي على كل دائرة من السالية ورقة فيها معلومة لأسماء الأوقات والأيام والشهور، مع الاستعانة بكتب يبدو عليها قدم تاريخها.

وأشار إلينا ان نقعد أمام غرفة الديوانية... وقال لنا إنه سوف يطول به الوقت إلى ساعة متقدمة من الليل فمتى أردنا المغادرة فبحفظ الله.

وكان يستعين بالنجوم لمعرفة الاتجاهات في البرّ والبحر.

بسم الله الرحمن الرحيم:

(وعلامات و بالنجم هم يهتدون./ النحل 16). وضع جداول التقويم منذ عام 1934 وكان يحدث سامعيه في المدارس عن الاصطلاحات الفلكية (المربع المجيب) على من علمه ذلك في الكويت، عبدالرحمن قاسم الحجي... وقصد مصر ليقابل الفلكي الذي ألف كتاب «الزيج المصري» فذهب إليه في قرية بمحافظة الشرقية.

درس في مدرسة الآداب والعلوم في جامعة المرحوم الملك فؤاد الأول، حيث حصل على شهادة إتمام الدراسة في تخصص علم الفلك في تاريخ 10 فبراير 1946، ثم استمر في دراسة علم الفلك حتى نبغ فيه وعُرف في عالمنا العربي، وحصل على شهادة علمية من مدينة المنصورة وكان صاحب فكرة انشاء المرصد الفلكي، وكان المرصد الأول قد انشأه على نفقته في منطقة الأندلس، حتى انشأت الدولة النادي العلمي في مقره الجديد بمنطقة مشرف، حتى أُقيم مرصد فلكي باسمه في سنة 1986.

رحم الله الفلكي العالم صالح محمد العجيري، وأسكنه الله فسيح جناته، وله رصيد حب كبير في قلوب أهل الكويت، وشعوب عربية... وإلى ابنائنا واخواننا في الانواء الجوية وما نسمعه منهم في الإذاعة والتلفزيون عندما يطلقون على أنفسهم فلكيين... هم راصدون لأنواء الحر والبرد، اما الفلكي فهو الذي يرصد الكواكب والنجوم، وهي علوم السماء والكون وليس الأرض.