كان واضحاً جداً مدى تعطش الجمهور الكويتي للفرحة «والوناسة» بعد انقطاع عامين إثر جائحة كورونا، حيث يغمرهم الشوق بالعودة إلى الفن وأجواء الحفلات الغنائية التي لطالما استمتعوا فيها بالماضي، في بلد صناعة الفن والنجوم... نعم هكذا كان وصف حال كل مَن تمكن مِن حضور الحفل الغنائي لمهرجان «road rush» الذي أقيم - مساء الجمعة - في «مدينة الكويت لمحركات السيارات».
شهد الحفل الغنائي نجاحاً وتميزاً، امتد أثيره ووهجه لأكثر من 4 ساعات من الوقت وأحياه ترتيباً، كل من مغني «الراب» دافي، والفنانة الإماراتية شمة حمدان، والفنان بدر الشعيبي، وفرقة ميامي الكويتية، بإشراف عام من صالح العبدالسلام.
ولم تكن تلك الليلة كافية لدى الجمهور الغفير الذي كان يطالب بالمزيد من نجومه وعدم التوقف، لكن رغم ذلك فقد استمتعوا و«عاشوا اللحظة» سعداء بشهر فبراير المرتبط بفرحة الكويت بأعيادها الوطنية.
دافي... مميز بداية الحفل كانت مع «دي جي» شريد، الذي قدم للجمهور مجموعة من المقطوعات الموسيقية، ممهداً من خلالها الدخول لمغني «الراب» دافي ليعتلي خشبة المسرح، حيث تمكن الأخير بأسلوبه المميز أن «يوّلع» الأجواء منذ اللحظة الأولى عندما قدم أغنية «سمبوسة».
بعدها وجّه الى الحضور كلمة، أعرب فيها عن شوقه للقائهم بعد فترة غياب طويلة بسبب جائحة فيروس كورونا.
ومن الكلام الى الغناء عاد دافي مجدداً وسيطر على الخشبة، فقدم مجموعة أغاني حازت رضا الجمهور الذي لم ينفك يغني معه، ويردّد كلمات أغانيه، مثل أغنية «شنو الكلام هذا» و«أديوس» وكذلك أغنية «علّي عالمزيكا» و«لا يوقف».
وخلال هذا الحماس الكبير والتناغم الذي كان بين دافي وجمهوره، اعتلى الفنان محمد الحملي خشبة المسرح وشاركه الغناء، حيث قدما سوياً أغنية «زومبي» التي نالت نصيبها من التصفيق.
بعدها، «شعلل» دافي وصلته لهيباً مع أغنية «دوس» ليكون الختام بأغنية حملت عنوان «شوفها».
شمة... فراشة مشتاقة بعد ذلك أطلت الفنانة الإماراتية شمة حمدان بمصاحبة فرقة الإيقاعي عمار الشمري لاستكمال الوصلة الثانية المخصصة لها، وكانت الافتتاحية بأغنية وطنية للكويت حملت عنوان «وطني حبيبي»، ثم انطلقت حمدان كالفراشة المشتاقة للزهور تختار هذه الأغنية وتنتقي تلك، وتعود الى الماضي تارة، وترجع تارة إلى الحاضر، حيث قدمت بإحساس جميل عدداً من أجمل أغانيها.
وكان واضحاً على حمدان «الوله» والشوق طوال الوقت لجمهورها في الكويت، إذ وجهت لهم كلمة وسط الغناء، قالت فيها: «هذه ليلة تاريخية بالنسبة لي، ومو غريب هالشي على أهل الكويت، أحبكم حب كبير».
ولعلّ من أبرز ما قدمته حمدان في وصلتها، تجلى في أغاني مثل «أجر وعافية» و«يتامى» وكذلك «معجبة» و«عاندت فيك».
كما قدمت أغنية «ما راح أرد» التي قالت إنها لكل شخص مجروح. كما لم يغب عنها أن تشدو بـ«حبيبي مو رومانسي» التي شهدت ولادتها في الكويت بشكل حصري قبل سنوات عديدة، وتحديداً من على مسرح «هلا فبراير».
إلى جانب هذا اختارت حمدان أن تنتقي من بستان الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله وردة، تمثلت بأغنية «يا بعدهم كلهم»، لتختتم وصلتها كما بدأتها بأغنية وطنية، حين ألهبت المدرجات بأغنية «يا دار».
الشعيبي.. حريص بذكاء في الوصلة الغنائية الثالثة، اعتلى الشعيبي خشبة المسرح بمصاحبة فرقة «آرت قروب» بقيادة المايسترو محمدالربيعان، حيث كانت البداية مع تقديمه لأغنية «وتجي انت» التي كانت افتتاحية موفقة له، بعدها انتقل إلى أغنية «ترى زهقة» التي تفاعل معها الحضور، ثم تلاها مباشرة بأغنيتي «بالعربي» و«متعبة كل الناس»، ومع ازدياد حماسة الجمهور وتصفيقه، قدم الشعيبي أغنيتي «شكاكة» و«إلى العشاق»، حيث كان واضحاً مدى حرصه بذكاء في انتقاء أغانيه.
ولم يكتفِ الشعيبي بهذا القدر من الغناء، حيث إن وصلته الغنائية التي امتدت لساعة من الزمن قدم خلالها مجموعة أخرى من أنجح أغانيه مثل «وصلنا»، «وحق الله»، «ودي تسمع»، إلى جانب أغنية «تایب» و«إي مشتاق» التي تغنّى بها على وقع أنغام آلة البيانو، وحرص الجمهور على التفاعل معها من خلال إشعال إضاءة الهواتف والتمايل على موسيقاها.
لينتقل من الأجواء الهادئة إلى الأجواء الحماسية مجدداً، إذ لم يغب عن جدول وصلته الغنائية أن يقدم لجمهوره أغنية «بلوك» و«أنا وياه» وكذلك أغنيتي «برافو عليك» و«محسومة».
«ميامي»... «شالوها شيلة» ومع وصول موعد الوصلة الرابعة والختامية التي كان غالبية الجمهور ينتظرها، اعتلى الثلاثي أعضاء «فرقة ميامي الكويتية» خالد ومشعل وطارق خشبة المسرح وسط هتافات ترحيبية من الجمهور الغفير، وكالعادة استطاعت «ميامي» بخبرتها ونجاحها على مدار السنوات الطوال الماضية أن تروي ظمأ جمهورها، الذي ترفع له القبعة دوماً على الوفاء والاخلاص الدائم.
هي وصلة «نارية» أقل ما يُقال عنها، كونها فجرت الأجواء وألهبتها حماسة وتصفيقاً وغناء، حيث تنقل أعضاء «ميامي» في جدولهم الغنائي باحترافية ما بين أغنية وأخرى، فاستطاعوا أن يسيطروا على الجمهور طوال الوقت حتى آخر ثانية من الحفل.
فمنذ الاستهلال أطربت ميامي جمهورها بأغنية «فيكم طرب» ثم أتبعوها بأغنية «صبوحة» التي تعتبر واحدة من أبرز أغاني الألبوم الأول، الذي صدر في العام 1991، ومنها حلّقوا بأغنية «شلون أنساك»، فأغنيتي «بستانس» و«الليلة»، ليتألقوا من بعدها بأغنية ذات طابع رومانسي تحمل عنوان «غرامك شي عجيب».
في حين أخذوا الجمهور إلى أجواء «النقازي» وقدموا لهم أغنية «شيلوها شيلة»، وفعلاً استجاب هنا الجمهور لطلبهم «وشالوا المسرح شيل» كما كان الحال مع باقي الأغاني، قبل أن يأتي وقت الختام - رغم مطالبة الجمهور لهم باستكمال الغناء - مع أغنية «يا حلوكم» التي أطلقوها في العام 2001، ليسدل الستار ويختتم حفل غنائي جماهيري كان ناجحاً للغاية بعد انقطاع عامين.
من الحفل
• جهود واضحة وجبارة بذلت على أرض الواقع من موظفي وزارة الإعلام، وتحديداً قسم إدارة المصنفات الفنية (الرقابة) بقيادة ناصر بدر القطان، إذ كانوا شعلة من النشاط منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحفل وحتى الختام.
• حرص منتسبو وزارة الداخلية على ضبط الأمن لإكمال فرحة الجمهور.
• لم يتوان كل من مدير أمن مدينة الكويت لرياضة المحركات اللواء متقاعد عبدالرحمن الشراح، ونائبه مسفرالعتيبي على تذليل كل المصاعب والمعوقات أمام كل الجهات المشاركة، إذ سهلا آلية سيرالعمل، كما أشرفا شخصياً على سير العمل من خلال التواجد على أرض الواقع.
• يُحسب للقائمين على الحفل قدرتهم على التنظيم الأكثر من رائع، رغم كثافة الحضور الذين بلغ عددهم قرابة الـ 3000 متفرج، من العائلات والنساء المحصنين فقط.