قال الفنان داود حسين إنّ بذرة الكوميديا أثمرت في داخله مذ كان طفلاً في الصف الثاني الابتدائي، خلال مشاركته في مسرح المدرسة عبر عمل بعنوان «عاشق الذهب»، الذي تدور أحداثه حول رجلين، الأول ثري بخيل، والثاني بائس فقير، في حين قدّم هو دور الملاك الناصح، الذي يدخل على خط الأحداث بينهما.

وأكد «بوحسين» خلال استضافته في برنامج «المسرح» الذي يقدمه الفنان خالد أمين وتم عرضه على تلفزيون الكويت أول من أمس، أنه لا يجد بداً من تحويل النص التراجيدي إلى كوميدي، بقوله: «أقلبه وأقلب يدّه».

وأضاف «منذ أول ظهور لي على خشبة المسرح كان الجمهور يضحك كلما شاهدني، حتى أصبح وجودي على الخشبة (أفيه) في حد ذاته»، كما تطرق إلى الكوميديا التي كان يقدمها في البيت، بقوله: «اعتدت على تقليد والدي أمام والدتي، ولكن حين يعود والدي إلى البيت أقلّد والدتي أمامه».

وذكر أن إضحاك الناس لم يعد سهلاً في الوقت الحالي، لأن الأذواق تغيرت، خصوصاً في ظل وجود «السوشيال ميديا» حيث أصبحت النكات والمقاطع المضحكة تتناقل عبر الهاتف، وهو ما يدفعنا إلى تقديم شيء مختلف.

وعمّا إذا كان قد تعوّد إضافة بعض اللمسات الخاصة به على النص المسرحي، قال: «أخلاقيات المهنة تمنعنا من الإضافة على النص، إلا إذا تم ذلك بالاتفاق مع الكاتب، فهناك مؤلفون يخلقون الأرضية الخصبة للممثل لكي يطلق العنان لموهبته، ومن بينهم الكاتب الراحل محمد الرشود، إذ كنا نستأذن منه لإضافة بعض (الإفيهات) الكوميدية في مسرحية (انتخبوا أم علي)، وقد كان متفهماً جداً».

وحول الاتهامات التي تطول المسرح الكوميدي بأنه خُلق فقط من أجل الضحك، ردّ قائلاً: «أنا من أنصار الممثل الذي يمسك العصا من المنتصف، بمعنى أن يكون العمل الكوميدي مضحكاً، وفي الوقت ذاته يحمل رسالة واضحة لجميع أفراد العائلة، الكبير والصغير على السواء».

وتابع: «كل مسرحية قدمتها كانت متوازنة بين القيمة والترفيه معاً. فمثلاً مسرحية (انتخبوا أم علي) أضاءت على حق المرأة الكويتية في الترشح ودخول البرلمان، قبل أن يتحقق هذا الأمر ويصبح واقعاً، وكذلك مسرحية (الشرطية الحسناء) التي تم عرضها قبل دخول المرأة السلك العسكري».

ومضى يقول: «إذا رأيتم الجمهور منشغلاً عن العرض وكان منهمكاً في الهاتف أو بالكلام في ما بينه، فاعلموا أن الخلل ليس منه، وإنما في العمل الفني، إما في أداء الممثل أو لضعف النص أو الإخراج، إذ لا بد من شدّ انتباه الجمهور، بكل الأدوات المتاحة».