أوضح تقرير شركة كامكو إنفست أن أسعار النفط استمرت في الارتفاع مع وصول الطلب إلى مستويات ما قبل الجائحة حيث تم تداول الخام فوق مستوى 80 دولاراً للبرميل في نوفمبر الجاري رغم الضغط على منتجي «أوبك» وحلفائها لزيادة الإنتاج للحد من ارتفاع الأسعار وسط تصاعد الضغوط التضخمية عالمياً.

وذكر التقرير أن الزخم القوي الذي اكتسبه الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، مع تداول مؤشر الدولار عند أعلى مستوياته المسجلة في 17 شهراً، تسبب في الضغط على أسعار النفط إلى حد ما مما أدى إلى تراجعها.

وأضاف أنه وفي إطار مساعي الولايات المتحدة لتقليل الضغوط المتزايدة على واردات النفط، فإن الحكومة الأميركية تدرس الإفراج عن احتياطي البترول الإستراتيجي، كما صدرت تقارير تشير إلى إمكانية قيامها بذلك بالتنسيق مع الدول الأخرى المستوردة للنفط، بما في ذلك اليابان.

وتابع أن الطلب ظلّ قوياً في جميع الأسواق ووصل إلى مستويات قريبة من تلك المسجلة قبل الجائحة عند 101 مليون برميل يومياً وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة السلع الأساسية «Mercuria Energy»، إذ بيّن أن الأسعار قد لا تصل إلى 100 دولار للبرميل نظراً لتوافر طاقة فائضة بمستويات هائلة في سوق النفط في الوقت الحالي عند «أوبك» وحلفائها، فيما قد تزيد الولايات المتحدة ما يقرب من مليون برميل يومياً أخرى مما سيقف حائلاً دون وصول سعر النفط إلى تلك المستويات.

تقلبات الأسعار

وبيّن التقرير أنه بعد تحقيق أسعار النفط لمكاسب قوية في أكتوبر 2021 عادت مجدداً تقلبات الأسعار في بداية نوفمبر الجاري، وإن ظلّت مرتفعة فوق مستوى 80 دولاراً للبرميل، وقد ساهمت توقعات تسجيل انتعاش اقتصادي قوي في كافة أنحاء العالم في تعزيز أسعار النفط الخام بصفة رئيسية، إذ كانت هذه التوقعات مدعومة بإقرار الولايات المتحدة لفاتورة البنية التحتية بقيمة تريليون دولار إلى جانب ارتفاع الصادرات من الصين.

وأوضح أن الشهر بدأ بأداء ضعيف في ظل صدور تقارير تفيد بارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، والتي ارتفعت على مدار 6 من أصل 7 أسابيع بالاتساق مع اتجاهات إنتاج النفط الخام الأميركي، إذ زادت مخزونات النفط الأميركية بمقدار 21.1 مليون برميل خلال الأسابيع السبعة الماضية وفقاً لبيانات وزارة الطاقة الأميركية، لتصل إلى 435.1 مليون برميل، كما اتخذ عدد منصات الحفر الأميركية اتجاهاً مشابهاً.

وذكر أن بيانات عدد منصات النفط الأسبوعية الصادرة عن شركة بيكر هيوز كشفت أن منصات النفط تزايدت باستمرار على مدار الأشهر العديدة الماضية لتصل إلى أعلى مستوياتها في 19 شهراً وصولاً إلى 450 منصة كما في الأسبوع المنتهي في 5 نوفمبر الجاري، كما كشفت البيانات أيضاً أن صادرات النفط الخام الأميركية وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو 2021 على خلفية ارتفاع تدفقات نواتج التقطير التي وصلت إلى أعلى مستوياتها في 4 أشهر وفقاً لوكالة «بلومبرغ».

الطلب على النفط

وأفاد التقرير بأن «أوبك» خفضت تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط للعام 2021 بمقدار 0.16 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر الماضي، وتتوقع المجموعة أن ينمو الطلب الآن بمقدار 5.7 مليون برميل يومياً هذا العام ليصل إلى 96.4 مليون برميل يومياً.

وذكر أن تلك المراجعة عكست انخفاض التوقعات لبيانات الطلب من قبل الهند والصين للربع الثالث من العام 2021، إذ إنه ووفقاً لمنظمة «أوبك»، من المتوقع أيضاً أن يتأثر الطلب في الربع الرابع من العام 2021 بارتفاع أسعار الطاقة.

وأضاف أن الطلب من قبل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية شهد مراجعة بسيطة قدرها 0.04 مليون برميل يومياً للعام 2021 وذلك نظراً لأن الطلب كان أقل من المتوقع خلال الربعين الثاني والثالث من العام 2021 مقابل المراجعة التصاعدية لبيانات الطلب للربع الأول من العام 2021.

1.7 مليون برميل زيادة بإنتاج السوائل النفطية

بيّن تقرير «كامكو إنفست» أن إنتاج العالم من السوائل النفطية زاد بمقدار 1.74 مليون برميل يومياً في شهر أكتوبر 2021 ووصل إلى 97.56 مليون برميل يومياً.

وعزا الجزء الأكبر من تلك الزيادة خلال الشهر للمنتجين من خارج «أوبك» الذين زادوا إنتاجهم بمقدار 1.52 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 70.11 مليون برميل يومياً، كما أدت زيادة إنتاج الولايات المتحدة بعد التعافي من إعصار ايدا إلى زيادة الإنتاج على أساس شهري.

وأضاف أنه وعلى النقيض من ذلك، زاد منتجو «أوبك» إنتاجهم بواقع 217 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 27.45 مليون برميل يومياً، وفقًا لمصادر ثانوية في «أوبك».