«برافو»... أقل ما يُمكن أن يوجه للفنان بدر الشعيبي مع زملائه الفنانين والفنيين على «الأرانب»!

فما شاهده أهل الصحافة والإعلام، مساء أول من أمس، في العرض المخصص لهم، على خشبة مسرح «دار المهن الطبية»، يستحق الثناء وأن يُقال عنه إنه عمل احترافي متكامل، ويحمل رسائل هادفة... ويرقى للعروض العالمية.

الشعيبي، الذي كان قدّم الفكرة للمؤلف عثمان الشطي صاحب النصوص المسرحية العديدة الناجحة، استطاع أن يقدّم معه فرجة مسرحية ممتعة تضمنت كل عناصر نجاح مسرح الطفل، بدءاً من الإبهار البصري، مروراً بالتنوع في الألوان والموسيقى والأغاني والاستعراض، ووصولاً إلى المضمون في القصة والرسائل الموجهة الهادفة، وهذا قد يرجع إلى خبرة الشطي التي كان قد اكتسبها خلال دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكذلك إلى موهبة الشعيبي الذي كان قد بدأ مشواره الفني صغيراً، حتى كبر منتهلاً من خبرات الكبار الذين سبق وتعاون معهم، صاقلاً بهذا ما يمتلكه من إبداع تجلّى في عرض «الأرانب».

كما لابد من الإشارة إلى احترافية وجمال أداء الممثلين من دون استثناء، إذ كان التناغم واضحاً بينهم، وعنواناً للوحاتهم التي رسمها كل واحد منهم بطريقته وأسلوبه، وهذه دلالة واضحة على الجهد المبذول في التحضير للعمل خلال الفترة الماضية وتعطشهم للقاء الجمهور، وأيضاً على روح المحبة والإخلاص لديهم لخشبة المسرح وأيضاً لبعضهم البعض.

وحتى تكتمل هذه الفرجة المسرحية، كانت الأزياء متجانسة مع الإضاءة ومتضامنة مع الديكور، إذ أثرت البصر وامتزجت مع كل لوحة ومشهد بطريقة رائعة مميزة.

وبما أن العرض يُصنف على أنه غنائي استعراضي، فالأغاني والموسيقى تم توظيفها بالشكل الصحيح، والاستعراض وضع بصمته.

بصورة عامة، تتحدّث قصة المسرحية عن مجموعة من الشباب الطموح الذين قرروا الاحتفال بافتتاح مشاريعهم وتحقيق إنجازاتهم، إلّا أنهم يتعرّضون للخطف من مجموعة أرانب غاضبة تعيش في غابة مليئة بالخراب كانت لهم وطناً في يوم من الأيام.

وتتوالى الأحداث وتتصاعد مع غضب تلك الأرانب تجاه من حولها بسبب تجاهل قضيتها، وكذلك حربها مع الذئاب البشرية الذين استولوا على أرضهم «أرض التين»، لتصبح من بعدهم مجرّد خرابة، سُلِب أمنها وأمانها من أبنائها. وبهذا، نرى أن القصة طرحت أبعاداً إنسانية ووطنية.

فما هو سر الشجرة الكبيرة؟ ومن هي درّة؟ ومَنْ هم الأشرار في هذه القصة؟ ومَنْ هو المظلوم ومن الظالم؟

باختصار شديد، هي قصة إنسانية عميقة تطرح في مضمونها مشاكل عدة، على أمل أن يكون الغد هو الأجمل الذي لن يكون إلّا بحرية الأوطان المغدورة وكرامة الإنسان المسلوبة.

يذكر أن «الأرانب» فتحت أبوابها أمس أمام جمهور المطعمين من عمر الثانية عشرة وما فوق وكل المعفيين من التطعيم من ضمنهم الأطفال، وهي من تأليف عثمان الشطي وفكرة وإخراج بدر الشعيبي الذي شارك أيضاً في التمثيل وتلحين الأغاني إلى جانب هادي خميس وكذلك قام بتصميم الإضاءة، فيما تولى الإشراف العام عبدالرحمن اليحيوح.

أما التمثيل، فشاركت به مجموعة من النجوم، هم: ناصر عباس، فهد الصالح، ناصر الدوسري، غرور صفر، أحمد بن حسين، كفاح الرجيب، عبدالرحمن اليحيوح، عبدالله الخضر، نواف الجمعان وعبدالله الشطي، والتوزيع بتوقيع كل من طلال العيدان وحمد العروج الذي تولى أيضاً الموسيقى والمؤثرات الصوتية، وصهيب العوضي الذي تولى بدوره التوزيع والمكس والماسترنغ، وتولت تصميم وتنفيذ الأزياء سارة العبدالله، والديكور عمران اليحيوح.