ألعاب القوى - أو ما يعرف عالمياً بأم الألعاب - تحتاج الكثير من اللياقة البدنية وقوة التحمل... لكن من يتابعها يعلم أن الفائز دائماً هو من يتمتع بالذكاء والحنكة وربما الدهاء... فالعديد من سباقات الجري تحتاج للكثير من التخطيط والدهاء.

من سباقات ألعاب القوى... سباق الجري... ومن سباقات الجري هناك سباق التتابع... وهو سباق للفرق... فكل فريق مكون من عدد من اللاعبين، واللاعب الأول يحمل عصا... وعليه بعد إتمام مهمته تسليم العصا للاعب الذي يليه.

عملية التسليم والاستلام ليست بتلك السهولة... إنما تحتاج لتدريب شاق وتركيز ذهنى عالٍ... فالتاريخ أثبت أن الكثير من الفرق المتميزة خسرت السباق بسبب الخطأ في التسليم والاستلام.

والحديث عما يجري في أفغانستان... خصوصاً بعد الاجتماعات المكثفة في الخليج العربي... بين الحكومة الشرعية الأفغانية وممثلي حركة طالبان، وطبعاً هذه الاجتماعات لا تخلو من روح الدعابة الأميركية... اجتماعات تتبعها ابتسامات وبيانات تؤكد التقدم في المحادثات...

هذه الاجتماعات، كانت على درجة عالية من الاحترافية ومقنعة جداً للجميع... فهل كان هناك خلل في التسليم والاستلام أدى لخسارة الفريق.

أم أنه تسليم سلس بعدما اقتنع صاحب القرار أن حركة طالبان، قد تم ترويضها وتهيئتها للعمل السياسي...

ما يهمنا في الموضوع هو - كما ذكرنا سابقاً - إبعاد الشباب المندفع في الخليج عن الانخراط بما يجري هناك... وأخذ الدروس للتجهيز لمرحلة انسحاب أميركا من سورية والعراق ومياه الخليج.