تذكّرت لبنان قبل أيام الذكرى الحزينة لانفجار مرفأ بيروت... ذلك الحادث الذي شُبّه - بسبب قوته - بقنبلة هوريشيما...

حادث مرفأ بيروت أدّى إلى قتلى وجرحى ودمار كبير بالمنشآت وبالبنية التحية للمناطق القريبة من مكان الحادث... بالإضافة إلى دمار نفسي وسياسي كبير.

تذكّر أهل لبنان هذه الحادثة الأليمة، وطالبوا المسؤولين بتقديم الحقيقة... فكلهم شغف لمعرفة حقيقة ما حصل... والأهم هو تقديم المتسبب بهذا الحادث للعدالة لينال جزاءه.

إن أهل لبنان بإحيائهم لهذه الذكرى الأليمة، أرادوا إرسال رسالة واضحة للجميع... مفادها أنّنا لن ننسى... وسنطالب بالحقيقة والمحاسبة.

ولأننا تربطنا بلبنان الشقيق الكثير من العلاقات... فأعتقد أن أهل لبنان عليهم الاتعاظ والتعلم من أهلهم في الكويت... فمنذ أيام قليلة مضت، تذكرت الكويت ذكرى الغزو العراقي واحتلال العراق لأرض الكويت... وتذكرت الكويت شهداءها... ومن أصيبوا جسدياً ومن أصيبوا نفسياً بسبب الغدر والقتل والتعذيب، الذي حصل على أيدي القوات العراقية... تذكّر أهل الكويت الدمار الشامل في المنشآت والبنية التحتية... تذكّر أهل الكويت الدمار البيئي الذي سببته القيادة العراقية.

الأهم أن أهل الكويت كانوا في البداية، وعند كل ذكرى للغزو العراقي ينادون بأعلى صوت مطالبين بمعرفة الحقيقة ومحاسبة كل من تسبب في كارثة الغزو.

يا أهلنا في لبنان... دعونا نخبركم بأننا بعد ثلاثين سنة من الغزو العراقي، ما زلنا لم نصل إلى الحقيقة... والأهم لم تتم محاسبة أي شخص... ونحن ننصحكم أن تتعظوا وتتعلموا... فلستم بحاجة إلى إهدار الوقت والمجهود والمال في تشكيل لجان للتحقيق... ويؤسفني إخباركم بأنكم لن تصلوا إلى الحقيقة ولن تحاسبوا أحداً.