أهدر الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا، المؤلف من إيدن هازار، روميلو لوكاكو وكيفن دي بروين، فرصة جديدة لإحراز أول لقب كبير في تاريخه، بخروجه من كأس أوروبا 2020.
ونجح المنتخب البلجيكي، الذي تخطّى البرتغال حاملة اللقب، في ثُمن النهائي، في بلوغ ربع النهائي في بطولة كبرى للمرة الرابعة تواليا (مونديال 2014 و2018، وكأس أوروبا 2016 و2021)، لكنه لم ينجح حتى في بلوغ النهائي في المرّات الأربع وكانت أفضل نتيجة له نصف نهائي مونديال 2018، عندما سقط أمام فرنسا.
ولم يعد على الأرجّح أمام الجيل الذهبي سوى فرصتين إذا ما أراد تدوين اسمه في سجلات المنتخبات الفائزة في بطولة كبرى، الأولى في الخريف المقبل عندما يواجه فرنسا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، فضلا عن كأس العالم في قطر.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ألم يهدر هذا المنتخب، الذي يعتلي صدارة التصنيف العالمي منذ نحو 3 سنوات، الفرصة المواتية مرتين في مونديال 2018 و»يورو 2020»؟
في روسيا، قدّم المنتخب البلجيكي أفضل عروضه، لاسيما أمام البرازيل في ربع النهائي في مباراة كان نجمها الأوحد هازار، لكن كتيبة المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، دفعت ثمن سذاجتها في نصف النهائي ضد فرنسا أمام براغماتية الأخيرة ليكتفي بالمركز الثالث، وهي أفضل نتيجة له في تاريخ كأس العالم.
وكانت المشاركة الراهنة أقل استعراضاً، لكن لاعبي المنتخب اعتبروا بأنهم تعلّموا من دروس الماضي، وقال ثورغان هازار: «يجب أن نفوز من دون ضرورة أن نلعب جيدا».
بدا وكأن الحظ ابتسم للمنتخب، لاسيما وأنه اثبت فعالية هجومية وصلابة دفاعية في مبارياته الأربع الأولى، حيث سجّل 8 أهداف ولم تمن شباكه سوى بهدف بفضل 3 مدافعين يملكون الخبرة، هم يان فيرتونغن (34 عاما)، توماس فيرمالين (35) وتوبي الدفيرلد (32)، ومن ورائهم الحارس تيبو كورتوا.
لكن خط الدفاع لم يكن على الموعد في مواجهة الزخم الإيطالي، حيث اخطأ فيرتونغن في تشتيت كرة لتصل الى نيكولو باريلا، الذي تلاعب بالدفاع وسدّد بعيدا عن متناول كورتوا مفتتحاً التسجيل. ثم يتحمّل الدرفيلد مسؤولية الهدف الثاني لأنه تراجع كثيرا أمام لورنتسو انسينيي، الذي سدّد كرة لولبية لم يتمكن الحارس من التصدّي لها.
كما أن النضارة الجسدية لعدد من عناصر بلجيكا كانت مفقودة، فلاعب الوسط الدفاعي وميزان الوسط اكسل فيتسل خاض البطولة بعد غياب 5 أشهر عن الملاعب ودون خوض أي مباراة تجريبية قبلها، كما أن هازار شارك بعدما ابتعد طويلاً، في الموسم الماضي، عن ريال مدريد الإسباني، وغاب أمام إيطاليا لإصابة عضلية تعرّض أمام البرتغال.
وخاض دي بروين البطولة أيضاً بعد أسبوعين من تعرّضه لكسر في وجنته خلال مباراة فريقه مانشستر سيتي الإنكليزي ضد مواطنه تشلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولعب أمام إيطاليا وهو مصاب بكدمة قويّة في الكاحل.
وفي ظل عدم الجهوزية الكاملة لدي بروين وهازار، كانت المسؤولية تقع على الهدّاف روميلو لوكاكو، الذي قام بعمله على أكمل وجه عبر تسجيل 4 أهداف، لكن يداً واحدة لا تصفّق.
وبالنسبة إلى لوكاكو (28 عاما)، كورتوا (29 عاما)، هازار (30) ودي بروين (30 أيضا)، لن يكون مونديال قطر متأخرا، لكن يتعيّن على بلجيكا تجديد دماء الدفاع «العجوز» من أجل حسم المباريات في الأدوار الإقصائية في البطولات الكبرى.