الألمان والإسبان «أسيادها» بثلاثة ألقاب لكل طرف

كأس أوروبا... بين بطل قديم وبطل جديد

تصغير
تكبير

الفرنسي هنري دولوني هو الاسم الذي لن يُنسى في تاريخ بطولة أوروبا، فهو صاحب الفكرة التي تحدّث عنها للمرة الأولى في 5 فبراير 1927، بيد أنها لم تلقَ قبولاً، خصوصاً أن أسرة كرة القدم كانت منشغلة بوضع اللمسات الأخيرة على انطلاق كأس العالم الأولى في الأوروغواي العام 1930.

انتظرت فكرة دولوني طويلاً إلى أن أبصر الاتحاد الأوروبي للعبة، النور في خمسينات القرن الماضي.

وشاء القدر أن يتوفى دولوني، في العام 1955، قبل أن تبصر فكرته النور، بيد أن نجله بيار الذي خلفه أميناً عاماً للاتحاد الفرنسي نجح في إقناع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي في اجتماعها في مدينة كولن الألمانية، العام 1957، بتبنّي البطولة التي باتت، اليوم، تحتل المركز الثاني أهمية بعد كأس العالم.

واليوم، تقام المباراة النهائية للنسخة 16، بين بطل قديم (إيطاليا) سبق له التتويج باللقب في 1968، ومنافس يسعى إلى لقب أول (إنكلترا).

البداية في 1960تغلّبت يوغوسلافيا على فرنسا 5-4 وتفوق السوفيات على تشيكوسلوفاكيا بهدفين، في نصف النهائي، فبلغ الفائزان النهائي على ملعب «بارك دي برانس» في باريس، في 10 يوليو 1960، أمام 17966 متفرجاً.

واحتاج الاتحاد السوفياتي الى وقت إضافي للفوز 2-1.

تتويج إسبانيا

أقيمت الأدوار النهائية للنسخة الثانية، العام 1964، في إسبانيا، ونجحت الدولة المضيفة في تخطي المجر 2-1 في نصف النهائي، لتلتقي الاتحاد السوفياتي في النهائي بعد فوز الأخير على الدنمارك بثلاثية.

احتشد نحو 125 ألف متفرج للنهائي على ملعب «سانتياغو برنابيو»، في 21 يونيو، ونجحت إسبانيا في انتزاع اللقب بالفوز 2-1.

إيطاليا على الموعد

منح الاتحاد الاوروبي إيطاليا شرف احتضان الأدوار النهائية، العام 1968، وبلغت يوغوسلافيا مباراة القمة بفوزها على إنكلترا بهدف.

وفي المباراة الثانية من دور الأربعة، فرض التعادل السلبي نفسه بين ايطاليا والاتحاد السوفياتي في الوقتين الأصلي والإضافي، فلجأ الحكم الى قرعة ابتسمت للطليان.

التقى المنتخبان الايطالي واليوغوسلافي على ملعب روما الاولمبي، أمام 85 ألف متفرج، في 8 يونيو، وانتهت المباراة 1-1 بعد التمديد، فأعيد اللقاء بعد يومين على الملعب ذاته أمام 50 ألف متفرج، وفيه فاز الـ«أتزوري» بهدفين.

ألمانيا للمرة الأولى

استضافت بلجيكا الأدوار النهائية، العام 1972، لكنها لم تستغل عاملي الأرض والجمهور فخسرت أمام ألمانيا الغربية 1-2 في نصف النهائي، فيما تغلب الاتحاد السوفياتي على المجر 2-1.

أقيم النهائي على ملعب «هيسل» أمام 50 ألف متفرج، في 18 يونيو، وانتهى بفوز الألمان بثلاثية.

مفاجأة تشيكية

سقطت الدولة المضيفة للأدوار النهائية يوغوسلافيا، أمام ألمانيا الغربية 2-4 في نصف نهائي نسخة 1976، في حين تغلبت تشيكوسلوفاكيا على هولندا 3-1.

التقت ألمانيا الغربية بتشيكوسلوفاكيا في بلغراد، في 20 يونيو، أمام 33 ألف متفرج، فتعادلتا 2-2 قبل الذهاب إلى التمديد.

بقيت النتيجة على حالها، فخاض المنتخبان أول ركلات ترجيح في بطولة كبرى أسفرت عن فوز تشيكوسلوفاكيا 5-4.

ألمانيا مجدّداً

قرر الاتحاد الأوروبي إقامة النهائيات، للمرة الأولى، بطريقة التجمع اعتباراً من 1980 في إيطاليا.

وُزعت المنتخبات الثمانية على مجموعتين على أن يتأهل بطل كل منهما إلى النهائي.

بلغت ألمانيا لقاء القمة عن المجموعة الاولى، فيما حققت بلجيكا المفاجأة بصعودها عن الثانية، متفوقةً على الدولة المضيفة.

أقيم النهائي على «الملعب الاولمبي»، في 22 يونيو، أمام 48 ألف متفرج، فقاد هورست هروبيش بلاده إلى إحراز اللقب للمرة الثانية بتسجيله هدفين مقابل هدف لبلجيكا.

فرنسا 84احتضنت فرنسا نهائيات 1984 ووُزعت المنتخبات على مجموعتين، بيد أن النظام تغير بحيث صعد الى نصف النهائي صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة.

وفي دور الأربعة، التقت فرنسا والبرتغال وفازت الأولى 3-2، فيما احتاجت اسبانيا الى ركلات الترجيح لتتخطى الدنمارك 5-4.

أقيم النهائي على ملعب «بارك دي برانس» أمام 47368 متفرجاً، في 27 يونيو.

وافتتح نجم «الديوك» ميشال بلاتيني التهديف قبل ان يسجل برونو بيلون هدف الاطمئنان.

بطولة هولندا

أوكلت إلى ألمانيا الغربية مهمة استضافة نهائيات 1988، وأقيمت بالنظام ذاته للنسخة الأخيرة.

التقت المانيا الغربية وهولندا في نصف النهائي، وفازت الاخيرة 2-1.

في المبارة الثانية، تفوقت خبرة الاتحاد السوفياتي على ايطاليا ففاز بهدفين.

وفي النهائي على «ملعب ميونيخ الأولمبي» امام 72300 متفرج، في 25 يونيو، فازت هولندا بهدفين.

مفاجأة الدنمارك

مُنحت السويد شرف استضافة نسخة 1992. وقبل بداية البطولة، استُبعدت يوغوسلافيا من المشاركة بسبب الحرب، وحلّت مكانها الدنمارك التي جاءت خلفها في المجموعة ضمن التصفيات.

في نصف النهائي، نجحت المانيا في تخطي السويد 3-2، في حين احتاجت الدنمارك الى ركلات الترجيح لتجاوز هولندا.

قلبت الدنمارك التوقعات رأساً على عقب وحققت انتصاراً مدوياً بهدفين وتوّجت.

ثأر الألمان

ارتفع عدد المنتخبات في البطولة التي استضافتها انكلترا، العام 1996، إلى 16 منتخباً وزعت على 4 مجموعات.

حققت تشيكيا المفاجأة بإخراجها إيطاليا من الدور الأول ورافقت ألمانيا عن المجموعة الثالثة، في حين تأهلت انكلترا وهولندا وفرنسا واسبانيا والبرتغال وكرواتيا الى ربع النهائي أيضاً.

وتغلّبت فرنسا على هولندا بركلات الترجيح 5-4، وألمانيا على كرواتيا 2-1، وتشيكيا على البرتغال بهدف، وإنكلترا على إسبانيا بركلات الترجيح 5-4.

وتابعت تشيكيا مفاجآتها فأخرجت فرنسا في نصف النهائي بركلات الترجيح 6-5، وكذلك فعلت المانيا على حساب انكلترا 5-4 بعد التعادل 1-1.

وفي النهائي على ملعب «ويمبلي» في لندن وأمام 76 ألف متفرج، تقدمت تشيكيا بركلة جزاء انبرى لها باتريك بيرغر (58)، وأدرك البديل اوليفر بيرهوف التعادل لألمانيا (73)، قبل أن يسجل بنفسه «الهدف الذهبي» (94) ليقود فريقه الى إحراز اللقب للمرة الثالثة (رقم قياسي).

فرنسا مجدّداً

أقيمت كأس أوروبا للمرة الأولى في دولتين، العام 2000، هما هولندا وبلجيكا.

قاد زين الدين زيدان منتخب بلاده الى إحراز لقبه الثاني في البطولة بعد 1984، وكان نجم فريقه في ربع النهائي ضد اسبانيا عندما سجل هدف الفوز، قبل أن يكرر فعلته في نصف النهائي عندما انبرى لركلة جزاء في الوقت الإضافي ضد البرتغال.

وفي النهائي، كانت ايطاليا على بعد ثوانٍ من إحراز اللقب عندما تقدمت بهدف حتى الوقت بدل الضائع، لكن سيلفان ويلتورد أدرك التعادل لفرنسا في اللحظة الأخيرة، قبل أن يسجل دافيد تريزيغيه «الهدف الذهبي» في الوقت الإضافي.

مفاجأة يونانية

حقّق المنتخب اليوناني بقيادة مدربه الألماني أوتو ريهاغل أكبر مفاجأة في تاريخ النهائيات، العام 2004، عندما قاد فريقه الى إحراز اللقب.

وما يزيد من الإنجاز اليوناني أن الفريق تفوق على البرتغال الدولة المضيفة في الافتتاح والنهائي.

بعد 44 عاماً

كما كانت الحال في نسخة 2000، نظمت دولتان نهائيات 2008 هما النمسا وسويسرا.

ووضعت إسبانيا حدا لصيام عن الألقاب على مدى 44 عاماً بإحرازها اللقب القاري، العام 2008، للمرة الثانية بعد 1964 اثر تغلبها على ألمانيا في النهائي بهدف.

على التوالي

بعد تتويج إسبانيا بكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، دخلت «يورو 2012» بصفة المرشحة وهي لم تخيب الآمال إذ توّجت في النسخة التي استضافتها سويسرا والنمسا، بتغلبها على إيطاليا برباعية، محققة ثلاثية نادرة (يورو - مونديال - يورو).

وباتت تتقاسم الرقم القياسي لعدد مرات التتويج مع ألمانيا (3 ألقاب لكل منهما).

«الأولى» للبرتغال

ارتفع عدد المشاركين من 16 إلى 24 للمرة الأولى في نسخة «فرنسا 2016»، وعانقت البرتغال المجد بعد طول انتظار بفوزها على فرنسا المضيفة بهدف بعد التمديد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي