«الملك» تجمّد تصويره ولن يُعرض!

إذ فجأة، وقبل بداية شهر رمضان بأيام قليلة، وبينما «صنّاع الدراما» في مصر، يشغلون بلاتوهات التصوير «ليل نهار» لإنجاز الوجبة الدرامية الجديدة، ووضعها على مائدة «سباق رمضان»، هاجم خبراء الآثار ونقاد الفن في مصر مسلسل «الملك»، بعد مشاهدة «البرومو» الخاص به، بسبب «أخطاء تاريخية» ما دفع الشركة المنتجة إلى وقفه وعرضه على لجنة عاجلة من المتخصصين.

وأعلن الناطق الرسمي باسم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية حسام صالح، مساء أول من أمس، في بيان: «تقرر وقف مسلسل (الملك) وتشكيل لجنة عاجلة من مجموعة من المتخصصين في التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع لمشاهدة المسلسل ومراجعة السيناريو كاملاً، وإبداء الرأي بموضوعية ومهنية، حتى لو ترتب عليه عدم عرضه في موسم رمضان المقبل».

بيان الشركة المنتجة، أحدث حالة ارتياح واسعة، وقالت مصادر في الشركة لـ«الراي»: «يتم العمل سريعاً، على تشكيل اللجنة من معنيين، وسوف يكون القرار في النهاية، بناء على ما سيرونه صحيحاً، وسيتم إعلان التفاصيل».

وكانت الانتقادات أشارت إلى أن هناك: «أخطاء تاريخية، وملابس غير مناسبة، وديكور مختلف عن الأحداث، وأن بطل العمل عمرو يوسف غير مناسب لأداء شخصية الملك أحمس الذي طرد الهكسوس من مصر».

ولفتوا إلى أن عدم الاهتمام بالتفاصيل الأساسية، يقود العمل إلى الفشل، وأن الملابس لا علاقة لها بالفترة التاريخية، وطالبوا بوقف استكمال التصوير، وعدم عرض العمل.

وقال كبير الآثاريين في وزارة السياحة والآثار المصرية مجدي شاكر لـ«الراي»: «الشكل والمضمون، تبدو فيهما أخطاء، والأعمال التاريخية، والتي تتناول الحضارة المصرية، لا بد أن تراجع جيداً، لأنها تحكي جزءاً من هذه الحضارة، ولا يمكن أن يكون الإهمال في الأساسيات، مثل الشعر والذقن والملابس والملامح في الوجوه والأجساد، وهو ما يعمل على فشل أي عمل فني، والأمر ليس صعباً، لأنه يمكن إجراء مراجعة دقيقة من المتخصصين».

وأضاف: «المسلسل عن شخصية فارقة، وهو (أحمس)، الذي طرد الهكسوس من أرض مصر، وهذا أمر يحتاج إلى دقة، ولهذا كان يجب أن يراجع العمل تاريخياً وأثرياً، مثلما يراجع الأزهر الأعمال الدينية، كما أن الدراما المصرية مؤثرة، ويجب ألا تحمل أخطاء».

وقالت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خيرالله لـ«الراي»: «لقد كان في احتفالية نقل المومياوات الملكية (رسالة)، أن الدقة يتوقف عندها الناس، ويعلنون احترامهم لها، ولهذا كان يجب مراجعة (الملك) قبل التصوير، حتى لا تكون الخسارة عالية، وقرار وقف العمل وتشكيل لجنة للمراجعة يصحح أخطاء سابقة، لأن العمل التاريخي، لا بد أن يحمل مصداقية».

المطالب والملاحظات على العمل، كانت أعلنت قبل احتفالية نقل المومياوات الملكية، ولم يهتم بها أحد، وكان الرد غريباً، وهو: «نحن بصدد عمل درامي، وليس تاريخياً»، ولكن بعد نجاح احتفالية المومياوات الملكية، تجددت المطالب بوقف المسلسل، وحدثت مقارنة بين الأمرين».

وقالت مصادر لـ«الراي»: «هناك جهات رسمية بحثت في الأمر وطالبت صناع (الملك) ببحث الملاحظات، والرد على ما تحدث عنه الخبراء وأساتذة التاريخ، وعدم إهمالها، وأكدت على وقف التصوير، وبحث عدم إذاعة المسلسل، وهنا استجابت الشركة المنتجة».

وعلي عكس الآراء، وبيان الشركة، قال المخرج المصري يسري نصرالله لـ«الراي»: «لا أوافق على وقف عرض العمل، أو تأجيل استكمال تصويره، لأن هذا ضد الفن، ويجب ترك الحكم إلى ما بعد المشاهدة الكاملة».

نصرالله، دوّن أيضاً على حسابه الخاص على «فيسبوك»: «وقف تصوير ومنع مسلسل من العرض... أمر شديد الخطورة... ولا يمكن قبوله... ناقشوه ودعوا الناس تحكم».

«الملك» من بطولة: عمرو يوسف، صبا مبارك، ماجد المصري، سوسن بدر، ريم مصطفى، محمد لطفي، وعدد كبير من النجوم الشباب، وهو من إنتاج المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة أروما للمنتج تامر مرتضى، وسيناريو وحوار محمد وخالد وشيرين دياب، وإخراج حسين المنباوي، وهو مأخوذ عن رواية «كفاح طيبة» للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، وتدور الرواية حول الملك أحمس وطرده للهكسوس.