الشعور بالانتصار... جميل، خصوصاً عند بعض الشخصيات.

الشعور بالخسارة يعدّ هو الأسوأ بالنسبة لبعض الشخصيات... وإن كان التاريخ يذكر كيف أن هناك من تعمّد الخسارة...

هل الشعور بالنجاح يعادله الشعور بالانتصار... ما تعريف النجاح والانتصار في مجتمعنا...؟ فالنجاح ليس بالضرورة يعني المثابرة والتعب... وكذلك الانتصار ليس بالضرورة يعني التعب والتميز... إنما أنت بحاجة إلى حكم يحتسب لك ضربة جزاء ظالمة... ثم يذهب لتقنية التصوير ويشاهد اللقطة مرة أخرى... ويقرّر أنها ضربة جزاء... ليضحك العالم أجمع بعدها... فهل أصبحنا نتعمد إضحاك العالم بأفعالنا...؟ فهل يستطيع أي شخص أن يفسّر لنا، كيف نستطيع أن نقنع الجيل الحالي بأن العدالة هي الأساس... كيف نستطيع أن نقنعه أن العمل والمثابرة والإخلاص هي ركائز النجاح... وهم يشاهدون كيف أن المناصب توزّع لمن لا يملك المؤهلات... كيف أن المناصب القيادية أصبحت تُعطى لمن زوّر شهادته...؟!

كيف أننا جعلنا الشهادات المزوّرة قضية نستغلها لنشغل الرأي العام بها، متى ما شئنا... كيف أننا لم نفرّق بين من تخرّج من جامعة مرموقة، وبين من تخرّج من جامعة ضعيفة... كيف أننا جعلنا القرعة هي من تحدّد الأنسب.... كيف أننا سعينا بكل جهد من أجل بث الإحباط وروح الانكسار داخل نفوس الشباب المجتهدين والمبدعين...؟!

لم نعد نستطيع إقناع المبدعين والمخلصين من الشباب بالبقاء في البلد... فعدم العدالة يعتبر هو العامل الأساسي لهجرة المبدعين... كيف نقنعهم بالبقاء وهم يشاهدون حكماً يمنح ضربة جزاء يضيع بها مجهود الفريق ويدمره!


إنها ليست ضربة جزاء ظالمة... إنما هي مسمار في نعش العدالة في المجتمع.... إنها رصاصة في قلب كل شاب لديه طموح... فهل نستطيع إنقاذ الوضع قبل أن يتدهور إلى الأسوأ؟!

نعم إنها ليست ضربة جزاء أعطيت لمن لا يستحق... إنما هي انعكاس لواقعنا أينما نظرت.