الأمور - في بعض الأحيان - تبدو للوهلة الأولى أنّها في اتجاه معين... لكنّها في الحقيقة تكون هي في اتجاه آخر غير الذي يراه الغالبية.
فمن ينظر إلى الأمور بسطحية، غالباً ما يعتقد اعتقادات خاطئة يبني عليها أفكاره الحاضرة والمستقبلية.
هناك مواقف قليلة تستحق وتحتاج قرارات سريعة لإنقاذ الوضع... في الغالب معظم المواقف لا تحتاج لمثل هذه القرارات السريعة... فمن أهم صفات القيادي الناجح هو تقييمه للمواقف، ومعرفته متى يحتاج أن يتخذ قراراً سريعاً، ومتى يجب أن يتريّث... ومعرفته متى يجب أن يكون صارماً، ومتى يجب أن يلين... متى يجب أن يمتنع عن تقديم أي تنازلات، ومتى يجب عليه أن يغضّ الطرف أو يتنازل... معرفته متى يفاوض، ومتى يمتنع عن المفاوضة... ولاعب الشطرنج الماهر على علم متى يُضحّي بأحد جنوده من أجل أن ينتصر في النهاية...؟ هكذا هي القيادة.
هناك مجموعة من السياسيين حتّمت عليهم الظروف العيش خارج البلد... البعض أُطلق عليهم لقب المهجّرين... البعض أسماهم الهاربين من الأحكام القضائية... أُطلقت عليهم العديد من التسميات الجميلة وغير الجميلة، التي لن تقلّل يوماً من مكانتهم الاجتماعية أو تأثيرهم السياسيي في البلد.
سواء كنت مؤيداً ومتعاطفاً معهم أو كنت غير ذلك... فإنّ عودتهم لا تعني انتصاراً للمعارضة أو رضوخاً من الحكومة... وبقاؤهم خارج البلد لا يعني انتصاراً للحكومة أو لغير المؤيدين لهم... إنّ عودتهم باختصار تعني أن مركب الكويت يتّسع للجميع بلا أي استثناء... ويبدو لي أن المركب سيقف عند أول رصيف ليسمح لهم بالركوب... فأهلاً وسهلاً بالجميع... حفظ الله الجميع.