No Script

أصبوحة

التردي سببه السكوت والإهمال

تصغير
تكبير

إن السكوت والتساهل هما من أسباب تعرقل مسيرة البلد بكل مفاصله، في مجالات الاقتصاد والمجتمع والأخلاق والتعصب وتردي حالة التعليم والخدمات والرياضة، وغيرها الكثير من تفصيلات الحياة اليومية وعلاقة الدولة بالمواطنين.
فالسكوت والتساهل مع سوء الإدارة الحكومية لسنوات، أتى بقيادات غير قادرة على ملء مكانتها والقيام بمسؤولية رجال الدولة، كما أن تكرار نهج المحاصصة والترضيات في اختيار المسؤولين، وتعيين القياديين بالبراشوت كما يقال، سبب في تردي الأداء الحكومي.
كما أن التساهل والسكوت وحماية الفاسدين، سبب رئيسي من أسباب تدهور الحالة المالية والاقتصادية في الدولة، وأيضاً سبب من أسباب تردي الأخلاق، وتشوه صورة المجتمع الكويتي، وتخلف البنية التحتية، وانتشار التزوير في الجنسية والشهادات الدراسية، والتحايل من أجل الحصول على المنافع بغير وجه حق.


ولعل ما جعل الناس يزدادون تذمراً وحسرة على الديموقراطية، التي ناضل آباؤهم وأجدادهم لاكتسابها كحق، وكذا طمس المكتسبات الديموقراطية، أنه تم وأد الحريات التي تنعّم بها الشعب الكويتي، وشكّلت شخصيته المميزة لعقود طويلة، والسبب هو الصمت المريب للحكومات السابقة، عن فئة صغيرة في المجتمع، شكّلت دولة داخل دولة أو الدولة العميقة، تشرع للتضييق على الحريات وتشويه صورة الديموقراطية، وتبث الرعب في نفوس الحكومة بزعيقها وتهديداتها، باسم الدين وباسم العادات والتقاليد، رغم أننا لا نعرف عن أي عادات وأي تقاليد يتحدثون، فنحن عشنا مع آبائنا وأجدادنا، ولم نجد في حياتنا هذه ما يخالف عاداتنا وتقاليدنا.
والسكوت والتساهل لا تتحمل الحكومة ذنبهما لوحدها، بل قد تتحمل القوى المدنية ذاتها مسؤولية الرضوخ لهذه الفئة، وصمت السواد الأعظم من الشعب، بسبب الترهيب الفكري والديني، وترك المجتمع يئن من حالات التخلف والرجعية، لدرجة أن اللجنة البرلمانية في مجلس الأمة، تلغي حق المرأة ودورها الطبيعي في الولاية الصحية، وهو من أبسط الحقوق وأكثرها منطقية.
هل نسأل لماذا تم إهمال وتدهور الثقافة بعد كل ذلك، أم نسأل لماذا تراجعت الرياضة، ومعها الفنون والمسرح والندوات والحوارات الجادة، ولماذا تدنى الذوق العام وساد عدم احترام القانون، ولماذا كثرت حوادث المرور ومخالفاته، أو لماذا أصبح العنف ظاهرة في المجتمع، ولماذا ضعفت لحمة المجتمع وجبهته الوطنية الداخلية، ولماذا اختفت ثقة المواطن بالحكومة ومجلس الأمة؟
لن نجد لكل هذه التساؤلات سوى جواب واحد، هو السكوت والتساهل والإهمال من قِبل المسؤولين في السلطات.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي