No Script

نسمات

الربيع العربي يستكمل جولته!

تصغير
تكبير

كيف تطمئن نفوسنا وتهدأ أرواحنا، ونحن نتابع بشكل يومي ما يدور من حولنا من اضطرابات غير مسبوقة في بلدان عربية، لا يفصلنا عنها إلا بضعة كيلو مترات؟!
شعوب ثائرة على حكامها ومظاهرات مزمجرة تطالب بإسقاط أنظمتها، وقتل ممنهج للمتظاهرين بالرصاص الحي، ثم يتم اتهام جهات مجهولة بالتسبب في ذلك القتل!
طبقات حاكمة تطالب الشعوب بتنحيها عن السلطة بسبب فشلها الذريع في معالجة مشاكلهم، بحل جميع المشاكل التي عجزت عن حلها خلال سنوات حكمها!


حتى المراجع الدينية في العراق ولبنان اضطرت للاصطفاف مع شعوبها والتنديد بالقيادات السياسية الفاشلة في بلدانها، ولكن من الواضح أن الأمر جلل وأن هناك أيادي خفية تدير تلك البلدان وتتحكم بها!
الوضع المالي المتدهور في تلك البلدان يشكّل عاملاً رئيساً في تفجير الأمور، وفي مفاقمة الأوضاع المأسوية، وقد شاهدنا كيف وقف ساسة المال والاقتصاد في لبنان يحذرون من انهيار اقتصادي وشيك، بينما تدافع الناس على مكائن الصرف في البنوك لسحب مدخراتهم قبل أن تصبح في خبر كان!
من الواضح أن الربيع العربي - الذي انطلق في عام 2011 وأحدث ارتجاجاً رهيباً، وأسقط حكومات عربية عدة وشغل العالم العربي سنوات طويلة، من الواضح أن ذلك الربيع المزعوم لم يكمل دوره، ولكنه توقف قليلاً لكي يسمح بالتقاط الأنفاس، واليوم قد انطلق من جديد ليكمل دورته، ولكي يسقط ما تبقى من عروش، وشعاره في هذه المرحلة هو رفض الأحزاب والطوائف التي هيمنت على بلداننا سنوات طويلة، وامتصت دماء الشعوب وقيدت حريتها من أجل رفعة أمجاد تلك الأحزاب، وإبراز قياداتها التي لم تقدم لشعوبها إلا الأوهام والشعارات الفارغة!
ها هو زعيم النصر الإلهي يطل على الشعب اللبناني يومياً ليوهمه بأنه لا يزال يسيطر على زمام الأمور في لبنان، بينما يدرك غالبية الشعب اللبناني أن من أهم أسباب الفشل الذريع - الذي يعاني منه هذا الشعب - هو بسبب تسلط ذلك النصر المزعوم على ذلك الشعب المسكين، والزج به في مغامرات فاشلة من أجل تحقيق طموحات قادته في إيران!
لقد زج ذلك النصر المزعوم بلبنان في حرب خاسرة مع الكيان الصهيوني، وتسبّب في تدمير بنيته التحتية وقتل المئات من أبنائه تحت مسمى تحرير القدس، واسترداد كرامة الشعب العربي، وفجأة استدار 180 درجة من القدس إلى سورية وولغَ في دماء شعبها الطاهر، وقتلَ وشرّد من يشاء طاعةً لقادته المعصومين!
ألم يسأله أحد من أتباعه عن سر ذلك الانقلاب المثير، وأين ذهب شعار تحرير القدس؟! ألم يسأل أحد عن الربط بين ما حدث في سورية، وبين إصرار إسرائيل على دعم الأسد ومنع سقوطه؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي