No Script

حروف نيرة

طالب يقرأ ومعلم ينام!

تصغير
تكبير

أمة الإسلام تحمل رسالة أخلاقية ترفع مستوى المجتمع وتجعله قوياً، يقول رسولنا الكريم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) حديث شريف يحمل رسالة للمجتمع كله، وأهم من يقدمها الجهات التعليمية، وقد بدأت بعض المدارس بإنشاء دورات تربية أخلاقية مع التخطيط لدمج التربية الأخلاقية في المناهج الدراسية للعلم والمعرفة النظرية، ولكن هل ينحصر ذلك في مادة الأخلاق؟ وهل يحصل التطبيق العملي بمجرد القراءة والمعرفة؟!
الأخلاق والمبادئ تؤخذ من الجانبين النظري والعملي، ولا يحصل التأثير الإيجابي ويعمل به الطالب إلا من المعلم الذي يتوافق قوله مع تصرفاته وذلك في كل مادة ودورة ونشاط.
المعلم يقدم الرسالة بعلمه وأخلاقه وسلوكه الطيب، فيكون قدوة حسنة لطلابه ينوّر بصيرتهم، ويبين لهم الطريق الصحيح ويحذرهم من طريق سوء، ويقوم بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم والأفكار التي تحكم سلوك المجتمع... فالمعلم يغرس القيم والاتجاهات السليمة من خلال التعليم ويقدم النصح لهم باستمرار مع تعريف الطلاب بفائدة ما يُدرس لهم وأهمية ذلك في حياتهم، فلا يتصدر لتربية الطلاب وتعليمهم من يحتاج إلى إصلاح نفسه أولاً، يقول أحد الصالحين لمعلِم ولده: (ليكُن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت).
المعلم الحقيقي يصل إلى سلوك الطالب قبل نُصحِه، ويصل إلى إدراكه للعلم قبل حفظه؛ لأنه يقدر العلم ويحترم تلك الرسالة، وبعضهم لا يصلح لنشر الأخلاق والعلم ولا يعرف قيمتها ولا يطبقها... وفي ذلك مشاهد تؤثر وبشدة على أخلاق الطالب، وتجعله مهملاً لا رغبة له بالعلم... يتحدث أحدهم عن مدرس يمسك القلم بيد ويدخن السيجارة بيد! ومدرس يمسك الموبايل وينشغل مع المتابعين، بينما الطالب يحمل الكتاب ويقرأ!
ومن المشاهد التي رأيتها معلم القرآن الكريم عندما يقول: القراءة بالدور وكل واحدة تقرأ صفحة... وينام حتى نهاية المحاضرة!! وكل اللوم على كلية تنظر لمن يسد المكان والأقل راتباً، ولا تهتم لأدائه وتدريسه لأعظم كتاب...ولو تكلمنا عن مشاهد أخرى لن ينتهي المقال...الخلاصة أن غياب المعلم الجاد وصد الشباب عن العلم وعدم التمسك بالأخلاق هو أهم أسباب ضعف المجتمع وإعاقة تقدمه.

@aaalsenan
aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي