No Script

رؤية ورأي

تقليل ضحايا التقصير في مستشفياتنا

تصغير
تكبير

تعتبر الرعاية الصحية من أبرز الخدمات الحكومية التي تحتاج إلى الإصلاح والتنمية. ورغم توافر العديد من القنوات لمشاركة الجمهور والمختصين في تطوير الرعاية الصحية، ومن بينها تقديم الشكاوى والمقترحات مباشرة إلى الوزارة من خلال موقعها على شبكة الانترنت، أو إرسالها إلى الوزارة عبر وسيط كالمقالات الصحافية ونواب مجلس الأمة، إلا أن تلك الرعاية ما زالت من دون مستواها المنشود، ولا تزال محل انتقاد من ذات الجمهور والمختصين؟!
ولكي أستوعب بعض معوقات تطوير الرعاية الصحية، اطلعت على العديد من الأسئلة البرلمانية والمقالات الصحافية حول الرعاية الصحية الحكومية، ولاحظت أنها في مجملها متمحورة حول مراقبة مصروفات الوزارة وقرارات شغل المناصب الاشرافية والقيادية فيها، أما مؤشرات قياس جودة الرعاية الصحية ودرجة الرضى لدى المرضى، فهي شبه منسية أو لا يتم تداولها بمنهجية علمية.
وحيث إنني فقدت عزيزا من أصحاب القلوب البيضاء في الأسبوع الماضي، بسبب إصابته بعدوى في جهازه التنفسي في أحد المستشفيات الحكومية، لذلك سأتبنى مشكلة الإصابة بعدوى المستشفيات في أمثلتي التوضيحية للعلاقة الإصلاحية بين الجمهور ووزارة الصحة.
بعد البحث في الأسئلة البرلمانية الموجه إلى وزارة الصحة على مدى سنوات طويلة، وجدت أسئلة برلمانية حول جدوى عمل مجموعة من اللجان التي يصرف لها مكافآت مالية وكان من بينها لجنة التلوث ومنع العدوى، وأسئلة بشأن أسباب عدم صرف بدل عدوى للعاملين في المختبرات وللعاملين في المرافق الصحية، وسؤالاً عن الخبرات العلمية والعملية لمدير إدارة منع العدوى، وسؤالاً عن أسباب إضراب عمال النظافة في أحد المستشفيات مما يزيد من احتمالات الإصابة بالعدوى، ولكنني لم أجد سؤالاً بشأن الإجراءات المتبعة للتقليل من احتمالات الإصابة بالعدوى، ولا عن عدد حالات الإصابة بالعدوى في المستشفيات، ولا عمّا إذا كانت تلك الإصابات ضمن المعدلات العالمية أم لا.
ومن خلال التحاور مع أطباء والبحث في شبكة الانترنت، تبين لي أن عدوى المستشفيات مشكلة عالمية، تعاني منها أرقى المستشفيات، ولكن بمعدلات منخفضة لأنها تتعاطى بحرفية مع إدراكها أن عدوى المستشفيات قد تؤدي إلى أمراض خطيرة بتكلفة تشخيص وعلاج مرتفعة ومعدل وفيّات مرتفع.
من بين الإشكاليات المزمنة التي تعاني منها مستشفيات الكويت، الهوة بين الدراسات والبحوث العلمية وبين الممارسات الفعلية في المرافق الصحية. وهذه الإشكالية يختصرها بحث علمي نشر في عام 2013، حول العلاقة بين تعقيم اليدين وبين مدى انتشار العدوى في وحدة العناية المركزة في مستشفى حكومي في الكويت، كتبه أطباء في الوحدة مع أساتذة من كلية الطب. حيث وثّق البحث انخفاضاً في معدل الإصابات بالعدوى بنسبة قاربت 60 في المئة بعد تطبيق الكوادر الطبية إجراءات تعقيم اليدين - المتعارف عليها عالميا - أثناء انتقالهم بين المرضى. ولكن ما زال بعضهم غير ملتزم بتلك الاجراءات.
لذلك أدعو الجمعيات الطبية واتحاد المهن الطبية إلى تنظيم حملات لتشجيع الكوادر الطبية على اتباع أفضل الممارسات الطبية، وأيضا تنظيم محاضرة توعوية لأعضاء مجلس الأمة في كل فصل تشريعي من أجل رفع قدرات النواب في مراقبة جودة الرعاية الصحية، كتلك المحاضرات التي ألقيت في المجلس لشرح أبعاد أزمة سيول الأمطار الأخيرة... «اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه».

abdnakhi@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي