No Script

رواق

ماء الحياة

تصغير
تكبير

ندرك جيداً أن الماء أصل الحياة، ونعي جداً أنه أصل كل شيء. قال تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي...»، فنحن منه وهو منا ونحن له وهو لنا ولا نعيش من غيره ونحتاجه، ومع ذلك لا نأخذ منه كفايتنا ونقصر في حقه وهو تقصير في حقنا.
نهمل الماء لتقصير وعدم رغبة، وأحياناً عدم حب، رغم إدراكنا جيداً بضرورة وأهمية وجوده في حياتنا. سواء أحببناه أم لم نحبه، فنحن في كل الأحوال لا نستطيع العيش من دونه، ونحن المتضرر الأول والأخير من غيابه.
هناك أشخاص في حياتنا مثل الماء.


الفارق الوحيد أن الماء لا مشاعر له، وهم لديهم مشاعر نتفنن في إيذائها وإيذاء أنفسنا معهم، ونحن لا نستغني عنهم ولا نهتم بهم. غيابنا عنهم يؤذينا أكثر مما يؤذيهم، لكننا نغيب عنهم.
إهمال شرب الماء يؤذينا جسدياً، وإهمال الارتواء من الذين يحبوننا يؤذيهم نفسياً، ونحن بين الأذى والأذى نؤذي أنفسنا.
تؤذينا أذية مَن نحب، ونؤذي الذين نحبهم أكثر... عجيب أمرنا!
‏نعطش ولا نرتوي جسداً أو مشاعر... نكره... فنظمأ نحنُ روحاً وإحساساً.
تذكّروا أن تشربوا الماء... واهتموا بمن يحبونكم، فهم ماء الحياة.
reemalmee@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي