No Script

في الصميم

وما زال التفكك الأسري مستمراً (1 من 2)

تصغير
تكبير

من المؤسف أن حالات الطلاق في الكويت - خلال السنوات الماضية الأخيرة - في ازدياد مستمر، في ظل عدم فعالية إجراءات الدولة للحد من هذه الظاهرة... رغم العديد من المحاولات التي تقوم بها، ولكنها لا ترقى إلى مستوى الحدث الكبير، وهو الأمر الذي يهدد المجتمع بنسبة كبيرة وخطيرة، وذلك بالنظر إلى العديد من الأسباب التي منها - على سبيل المثال - الوفرة المادية لدى الفتاة الكويتية وقدرتها على الاستقلال عن الرجل مادياً، هذه واحدة من تلك العوامل التي نرى أنها قد تزيد من معدلات حالات الطلاق في الكويت، وهنا نضم صوتنا إلى أصوات الداعين الى ضرورة تدريس مادة الحياة الزوجية في المرحلة الثانوية والجامعة، لزيادة الوعي لدى الشباب في أهمية الزواج وكيفية بناء الأسرة، والتعرف على أحكام الطلاق ومشروعيته وتفادي أسبابه.
ومن ناحية أخرى نقول إنه بغض النظر عن «أعداد حالات الطلاق، التي ترى وسائل الاعلام أنها غير دقيقة، بسبب دخول أعداد الأشخاص الذين أخذوا حكم الطلاق ولم يتم إشهاره إلا في سنوات لاحقة، في تلك الحسبة، أو أشخاص انفصلوا وتزوجوا وانفصلوا مرة أخرى، فيدخلون في هذه الحسبة على أنهم أُسر عدة»، فإن هذا لا يشكل أمراً إيجابياً في هذا الصدد، وتنطبق عليه المشكلة التي نحاول أن نلقي الضوء عليها، من خلال مقالاتنا في هذا الموضوع.
كما أن محكمة الأسرة تقوم بدورها من خلال إصلاح ذات البين، وعودة الحياة للزوجين، وخطط مكافحة ظاهرة الطلاق قبل الوصول الى القاضي، من خلال إدارة المنازعات الأسرية والحكم المرجح الذي يعينه القاضي لمحاولة الصلح قبل الوصول إلى القاضي، الذي يصدر حكمه بعد نفاد المحاولات كافة لعدم الطلاق، فكل الجهود يتوجب أن تتكثف وأن تركز الدولة على تلك الجهود أكثر مما هي عليه الآن... بالنظر لخطورة الموضوع!
ومن الأمور الخطيرة على استقرار الحياة الزوجية، ما ينشر في وسائل التواصل من تشجيع المرأة على الطلاق والاستقلال في بيت بمفردها، وأنها ليست بحاجة للرجل طالما أنها تملك السكن والراتب والأولاد الذين سيكونون في حضانتها، فإن هذا طرح مؤلم يهدم الأسر ويفقد الحياة الزوجية سعادتها، فالقضايا قد تطول لأن الوقت كفيل بحل المشاكل الزوجية وعودة الحياة والوئام بينهما، ويتوجب على الدولة أن تتنبه لكل ما يجري من تبعات لموضوع الطلاق، وما يتخلله من دعوات باطلة وغير منطقية لتحريض المرأة على أمور غير محمودة العواقب، حيث إن تلك الدعوات تشكل خطراً على تضامن الأسرة وتكافلها مع بعضها البعض! وغالباً ما يكون الغرض من تلك الدعوات هو مكاسب ضيقة الحدود... والله من وراء القصد.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي