No Script

خواطر صعلوك

وتمنى أن يصبح درويشاً!

تصغير
تكبير

درس الفلاحون في إيطاليا سلوك الحمار جيداً، حتى توصلوا إلى قناعة اكتسبوها عبر تراكم السنين، وهي أن الحمار ليس دائماً يسير إلى الأمام من خلال الضرب، خصوصا عندما يتعود جلده على ذلك.
ربط عشبة خضراء طازجة وذات رائحة فواحة يراها الحمار بين عينيه، فيظل يمشي إلى الأمام حتى يعتقد أنه وصل.
السعادة ليست نقطة وصول أو محطة، السعادة هي وعيك باللحظة الحالية، هي فن الوجود وليس الوصول إليه.
الأهداف التي ليست أهدافنا الحقيقية والتي نضعها في حياتنا ونحشرها عبر قوائم مهام في كل ركن من دقائق أيامنا وأيام سياقاتنا وسني عمرنا...هذه الأهداف ليست ذات قيمة إلا إذا كانت أهدافاً لا تسمح للسعادة أن تسبقها بخطوة.
فأي سعادة تسبقنا بخطوة ليست سعادة.
ولأننا قوم نسيء تقدير وتقييم ما يجعلنا سعداء حقاً، فغالباً أهدافنا أكبر من سياقنا ومحيطنا مما يجعلنا غالباً نفقد القدرة على التحديد الدقيق للقيمة الحقيقية للأشياء، بالإضافة إلى التركيز على الهدف وفقدان التواصل مع السياق المحيط والذي قد يؤدي إلى سلوك خطر ولا أخلاقي، وتحطيم أهداف جانبية وعلاقات لا تقل أهمية عن الهدف المنشود ذاته.
كانت هذه المقدمة هي تلخيص مكثف لنقد الأسطورة الرابعة في كتاب «ثرثرة نفسية» والذي ناقش فيه الكاتب 23 أسطورة من أساطير مدربي تنمية الذات.
دع أهدافك تمنحك القوة اللازمة حتى تحقق النجاح... هذه هي الأسطورة التي جعلت من قائمة مهام بعض الأمهات وبعض الآباء، وبعض الأزواج والزوجات وبعض الشباب والفتيات، وبعض الموظفين والموظفات، والكتاب والفنانين والفنانات، وبعض الدعاة والمشايخ، والمفكرين والسياسيين ومشاهير السوشل ميديا ومنتقديهم، جعلت للكل قائمة مهامهم عادة يغيب عنها الدور الاجتماعي وتثمين الأشياء حولنا.
إن نسب الطلاق المرتفعة والضاربة بين جميع شرائح المجتمع العمرية والاجتماعية، ونسب عزوف الشباب والشابات عن الزواج، وهوس التجميل والبحث عن الشهرة، وإنشاء أي مشروع تجاري أو ربحي فقط لأن هذا هو الجو العام، والبحث عن شهادة عليا لهدف لا علاقة له بالعلم والتعليم، وإهمال البيت وما يتطلبه من تهيئة واستعداد بين جميع أفراده، وفقده لأجمل اللحظات المحيطة بالإنسان سواء مع أبنائه أو إنجاز بسيط في عمله.
كل ذلك يدل على أننا قوم نسيء تقدير وتقييم ما يجعلنا سعداء حقاً، فغالباً أهدافنا أكبر من سياقنا ومحيطنا مما يجعلنا قد نفقد القدرة على التحديد الدقيق للقيمة الحقيقية للأشياء، بالإضافة إلى التركيز على الهدف وفقدان التواصل مع السياق المحيط، والذي قد يؤدي إلى سلوك خطر ولا أخلاقي، وتحطيم أهداف جانبية وعلاقات لا تقل أهمية عن الهدف المنشود ذاته.
ويبدو عزيزي القارئ أن المقال سيعيد نفسه مرة أخرى... لذلك أقول قولي هذا وأستغفر الله من زلات القلم وهفواته.

moh1alatwan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي