No Script

خواطر صعلوك

منهج الكفايات... النداء قبل الأخير!

تصغير
تكبير

تنتشر هذه الأيام في الأوساط التربوية وبفعل فاعل إشاعات تقول: إن منهج الكفايات سيلغى قريبا.
ولأني من الذين قالوا «نعم» للمنهج الوطني الجديد وسخروا أنفسهم للدفاع عنه في المقاهي والمطاعم والحديث مع الباعة المتجولين على الأرصفة حول أهميته، وإقناع عدنان ولينا أن هذا المنهج هو الصيغة الإنقاذية أمامنا في عالم يقوم على مهارات الحياة والتعليم الذاتي والمستدام... فاسمح لي عزيزي القارئ أن أقدم الدفاع قبل الأخير عن هذا المنهج.
منذ خمس سنوات قررت وزارة التربية أن تواكب تكنولوجيا المعلومات والتعليم، فرفعت شعار غير مكتوب يقول «لابتوب لكل طالب» وفي رواية أخرى «آي باد لكل طالب»، أما السادة الموجهون ومشرفو المواد فقرروا تماشيا مع رغبة الوزارة أن يرفعوا شعاراً موازياً بعنوان «ماسح ضوئي لكل معلم»، وفي رواية أخرى أكثر حداثة «برجيكتور وداتا شو في كل صف».


بعيدا عن المحتوى الموجود في اللابتوب أو المعروض في الداتا شو، إلّا أن المهم هو أن نواكب قطار الثورة الرقمية.
والطالب والمعلم وأولياء الأمور يصابون بالدهشة في كل عام، وهم ينظرون إلى قدرة المسؤولين على التلون وعدم رعاية واجباتهم والمتمثلة على الأقل في صيانة «المكيفات»، ويصابون بالحيرة وهم يتساءلون كيف لمنظومة عمل مثل هذه أن ترفع شعارا مثل هذا في وضع مثل هذا، حيث دائما ما يتدخل الديوان الأميري لحل مشاكلهم، لابتوب لكل طالب وتعليم عبر الشبكة! ما هذا يارجل؟
لن نقول إن سنغافورة قد تصدرت دول العالم تعليمياً، رغم أنها تمارس التعليم القائم على الواقع البعيد عن قشور التكنولوجيا.
ولن نقول كما ينقل لنا الدكتورعبدالرحمن الهذلول حول أن ‏دراسة ضمت 5 آلاف شخص يعملون في مجالس إدارات الشركات الخاصة وسوق العمل المقبل، لم تحصل لا التقنية ولا الإبداع على أولوية في التفكير الاستراتيجي للمستجيبين، بل استقطاب واستبقاء الموهوبين والمميزين في الشركات التي وقعت في هرم الأولويات، ويليها البيئات التنظيمية، ثم تحدي المنافسة العالمية، وتبعها المنافسة المحلية.
ولن نقول إن وزارة التربية بكل إداراتها قد واجهت صعوبة في تطبيق المنهج الوطني «الكفايات» ووقفت عاجزة أمام مشاريعه التي لا تتطلب شواحن كهربائية بقدر ما تتطلب تفعيلا لقدرات طلابية، ووقفت عاجزة أمام آلية رصد وتقويم تناسب السياق المحلي وتبدأ من وعي المعلمين وليس من وعي البنك الدولي.
ولن نقول إنه في أوروبا وأميركا والدول المتقدمة لا يملك كل طالب «لابتوب» و«أي باد»، ولكنهم يملكون منهاجا فعالا قادرا على إكساب الطلاب مهارات البحث الذاتي واستدامة التعلم.
وبالتأكيد لن نقول أيضا إنه بعد كل الرحلات التي قام بها مبتعثون على وشك التقاعد من وزارة التربية، لنقل تجارب ناجحة من دول أوربية وآسيوية للمدارس الكويتية، إلّا أننا لا نشاهد إلا ألبومات صور رقمية خالية من البرامج التعليمية أو حتى مؤشرات الأداء.
ولن نقول أيضاً إن الجهات الرقابية والتطويرية في الوزارة عندما فشلت في مهامها الأساسية قررت استبدال معلمين من جنسية ما إلى جنسية أخرى على أمل أن تعيد أمجاد كويت الماضي قبل عام 1990م.
لا... لن أقول شيئا من ذلك...
في الواقع نريد أن نكون أكثر إيجابية ونقدم اقتراحات وحلولا بدلا من اللطم والنقد وتجريح أشخاص لا حول لهم ولا قوة، وكل ذنبهم أن تواجدوا في أماكن لا يستحقونها ليخدموا أشخاصاً وضعوهم فيها بلا حق.
ولكني أقسم لك بالله - عزيزي القارئ - رغم أنني كتبت كل ما لا أريد قوله، إلا أنني نسيت ما أريد قوله...أو ربما مللت تكرار ما أريد قوله.
ولكن يمكن اختصار كل الأشياء في شيء... كما قال فؤاد المهندس رحمه الله:
«العيب مش في القماش... العيب في المكنة»!
قصة قصيرة:
مقابلة معلمة في أول يوم دراسي:
- إذا أنت المعلمة الجديدة، هل تملكين مهارات صعود سلم الترقي؟
- نعم... وأرغب في أن أحصل على امتياز كل سنة.
- ما هي أولى قواعد النجاح؟
- بماذا سينفعني حب الطلاب إذا كرهتني مديرة المدرسة؟

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي