No Script

ربيع الكلمات

إدارة الحشود... في «العون المباشر»

تصغير
تكبير

«زكاة أموال أثرياء العرب تكفي لسد حاجة 250 مليون مسلم، ولو أخرج هؤلاء الأغنياء الزكاة عن أموالهم لبلغت 56.875 مليار دولار، ولو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في العالم كله يبلغ 250 مليون فقير لكان نصيب كل فقير منهم 227 دولاراً، وهو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل منتج يمكن أن يعيش على دخله». الدكتور عبدالرحمن السميط - رحمه الله.
وكتب بيل غيتس مقالاً عن الداعية الراحل الدكتور عبدالرحمن السميط تحدث عن دوره في نشر الخير والسلام، وكان مما قاله: «لم تسنح لي الفرصة أبدا للالتقاء برجل الأعمال الخيرية الكويتي الراحل عبدالرحمن السميط، غير أني تمكنت في الأشهر القليلة الماضية من التعرف على هذا الرجل الاستثنائي والمميز».
والحقيقة أن السميط جسد - طبيباً وباحثاً إسلامياً ورجلاً محباً للخير - تقاليد الكويت في الكرم والاهتمام بالناس عند الحاجة، ففي الخامسة والثلاثين أسس السميط منظمة إنسانية تُعرف اليوم بـ«العون المباشر»، غير أن هذه المنظمة تمكنت في أقل من 30 سنة بعد ذلك من بناء أكثر من 800 مدرسة، و200 عيادة طبية وأكثر من 200 مركز تدريب للمرأة.


وقبل أيام تصدر هاشتاق «حملة 2000 - مشروع» وسائل التواصل الاجتماعي، وكان الأكثر تداولاً في المواقع المختلفة، وذلك بعد إعلان جمعية «العون المباشر» عن هذه الحملة الرمضانية، واستطاعت جمع 3 ملايين دينار كويتي لمجموعة مشاريع، لا شك أن هذا النجاح يحسب لصالح الجمعية، وللقيادة التي آمنت ودعمت الشباب فكانت هذه الإنجازات.
فما تم في الحملة يعد فكراً متطوراً في إدارة الحشود عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكنا نرى هذه النجاحات في مؤسسات عالمية واليوم أصبحنا نراها في جمعيات محلية. والأرقام تبرهن على حجم المهنية العالية لدى إدارة العون المباشر، حيث ربع مليون دينار الإيراد كل 15 دقيقة، و4166 دينارا كل دقيقة، أما أعداد المتبرعين فكان ‏5400 متبرع كل ساعة، و90 متبرع كل دقيقة. والمشاريع التي سيتم تبنيها هي 500 بئر ارتوازية، 500 قافلة طبية، ‏1000 مشروع تنموي.
ما شاهدناه في حملة «العون المباشر» من تناغم بين كافة العاملين والقطاعات في إدارة الحشود، يدل على الأداء المتميز وأنهم أصحاب التجربة في هذا المجال، وأتت هذه النجاحات من تراكم الخبرات السابقة، والاستفادة من الأخطاء، إضافة إلى قيادة واعية أعطت الفرصة للصف الثاني، ومعظم الجمعيات التي لم تنجح في إدارتها يعود سببه الأساسي إلى فشل في الأخلاق، ويقول ستيفن كوفي: «إن 90 في المئة‏ من فشل القادة سببه فشل في الأخلاق».
كل الشكر والتقدير لمن قام بهذا العمل الإنساني الرائع في الحملة، مهندس الحملة ماجد الزعابي، ومحمد الحصينان الذي حاز ثقة ومحبة الناس، ولجميع الفريق العامل في هذه الحملة، وقادة الجمعية الذين آمنوا بقدرات الشباب، إنهم يستحقون التكريم على هذه الإنجازات.
ولا ننسى من قام بتأسيس جمعية «العون المباشر» وحجم التحديات الداخلية والخارجية التي واجهها عندما قام بتأسيسها، لتصبح رائدة العمل الإنساني في الكويت والقارة السمراء، الدكتور السميط، الذي حفر اسمه في كل قلب كويتي، فقد عمل باخلاص واتقان وأخلاق فكان هذا النتاج والقبول، ويقول السميط: «لست نادماً على المضي قدماً في هذا الطريق، لأنني اخترته بقناعة تامة ورضا بقضاء رب العالمين، ولكنني أشفق على إخواني الذين اختاروا زينة الحياة الدنيا، التي صرفت أبصارهم عن اللذة الحقيقية التي تحف بها المشاق والمكاره».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي