No Script

خواطر صعلوك

الوحدة الوطنية... تمكينٌ وليستْ تلحيناً!

تصغير
تكبير

مقدمة في الوحدة الوطنية:
يعتقد جان جاك رسو أن الاعتبارات السياسية هي التي تشكل المنظومة القيمية للشعب، وعلى العكس من ذلك اعتقد الحسن البصري أنه كما تكونون يولّى عليكم، بمعنى أن المنظومة القيمية للشعب هي التي تحدد طبيعة نظام الحكم فيه.
معطيات حول الوحدة الوطنية:
جودة التعليم بعيدة عن المستوى المطلوب رغم الجهود المبذولة والمتكررة للإصلاح، مع تجذر الشك في النظام التعليمي بعمق في كل أجزاء المجتمع ومؤسساته بما فيه القطاع الحكومي والخاص والأهلي والمدني، وضعف في تعليم المهارات التي يرى الشباب أنها الأهم لمستقبلهم، وعدم كفاية المرافق المدرسية للتشجيع على التعلم، 72 في المئة من سكان الكويت حسب المسح العالمي للقيم يشعرون بعدم توفير فرص تعليم جيد لأطفالهم، ويأتي التعليم كأولوية أولى حسب استطلاع مجلس الأمة الذي أقامه مركز الدراسات والبحوث في المجلس عام 2013، وحسب تقرير التنمية الإنسانية العربية فإن التعليم الجيد هو الأولوية القصوى لدى شباب المنطقة في الخليج العربي، وحسب المسح الوطني للشباب الذي أجراه القائمون على وضع السياسة الوطنية للشباب في الكويت فإن 32 في المئة من الشباب غير راضين عن المقررات الدراسية و40 في المئة يعتقدون أن المرافق غير مفعلة وغير كافية، و52 في المئة يقولون إن النظام التعليمي لا يطور مهارات التفكير الناقد.
تمثل هذه المقدمة حجة متواضعة للتعليق على حالة الغضب، التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي على سؤالين في اختبار مادة التربية الإسلامية للصف التاسع للمرة الواحدة بعد الستين.
السؤال الأول كان بماذا تنصح مَنْ ينوح على الميت ويلطم الخدود؟
والثاني بماذا تنصح مَنْ يتبرك بمسح القبور ودعاء الميت لقضاء الحاجات؟
وتنقل وسائل اخبارية أن وزير التربية أحال الموجه الأول للتربية الإسلامية إلى التحقيق، على خلفية سماحه بمرور هذين السؤالين في الاختبار، وعلى خلفية أن هذا النوع من الأسئلة هو ضرب وهدم وحرق وتمزيق للوحدة الوطنية! ولا نعلم صحة هذا الخبر، كعادة بعض الحسابات الرقمية التي لا تتحرى الدقة.
وهناك من ربط بين السؤالين وبين ظهور جماعات متطرفة مثل داعش وأسود الجزيرة وغيرهم.
يتزامن كل هذا مع إنهاء الوزارة لعقدها مع البنك الدولي، قبل أن يصل منهج الكفايات إلى ذروته عبر اختبار الأداء الموازي لاختبارات المواد، وهكذا تضيع ملايين الدنانير وأربع سنوات من تغيير النظام التعليمي، من دون أن نعرف جدوى نظام الكفايات، وقد عرفنا سبب التعاقد مع البنك الدولي ولكننا لا نعرف سبب إنهاء العقد!
انتهت السنة الدراسية ودخلنا على عطلة الصيف، دون أن نعرف أيضا ما الفرق بين هذه السنة وبين الأربع سنوات الماضية، وما هو الجديد في السنة المقبلة؟
وتنشر «انستغرامات» المدارس لأولياء الأمور صوراً تخبرهم فيها أن الأمور على ما يرام، بينما الحقيقة في مكان آخر في ظل غياب شبه تام لمجالس الآباء والرقابة المجتمعية على سلوك المدارس التعليمي، وضعف في الميزانيات حتى في صيانة «المكيفات» وبوابة إلكترونية تعليمية غير مفعلة رغم وجود بنيتها التحتية.
المجتمع الذي يقف على قدم واحدة من أجل سؤالين في اختبار، لا يرى ضعف وجود برامج تعليمية نظامية وغير نظامية مكملة لنمو ونماء الطلاب، وتدريب يعاني نقصاً حاداً في المهنية بخصوص المعلمين وصرخات تطلقها تقارير الصحة النفسية في المدارس.
نعم عزيزي القارئ فأنا هنا أشير إلى المشاكل فقط، ولا أشير إلى الحلول، طالما أن الجميع يعتبر سؤالين في اختبار تهديدا للوحدة الوطنية!
فهل الوحدة الوطنية هي تمكين للشباب أم تلحين عليه؟
قصة قصيرة:
سؤال في مادة الرياضيات:
إذا كان هناك 400 ألف مزور للجنسية، و400 ألف مزدوج، فكم يتبقى من قانون الوحدة الوطنية؟

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي