No Script

بالقلم والمسطرة

التحرير من الفساد الغاشم!

تصغير
تكبير

مع الذكرى الثلاثين للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، نستذكر باهتمام شديد دماء الشهداء الأبرار وبطولاتهم الراسخة في ذاكرة الوطن والمواطنين، وكذلك كل مَنْ أُسر وضحى وقاتل وقاوم وبذل الجهود، بما يمثل درساً عملياً مهماً للأجيال، يعبّرعن حب هذه الأرض الطيبة، وبذل الدماء والغالي والنفيس والروح من أجل بقاء الكويت الغالية، والحفاظ عليها.
وها هي ثلاثون سنة مرت على هذا الغزو البغيض، ولكن هناك سؤال منطقي وبسيط جداً في واقعنا المعاصر، وهو هل تم فعلاً استيعاب دروس الغزو والاستفادة من العِبر المصاحبة له؟ فالدماء الزكية التي روت أرضنا الحبيبة يجب استذكارها دائماً، وأحد أوجه هذا الاستذكار والاعتبار هو الحرب المطلوبة والمتواصلة ضد كل مَنْ يؤذي البلد، وكان في السابق الغزو العراقي الغاشم وتداعياته السلبية، وللأسف في السنوات الأخيرة لدينا عدو شرس، يتمثل في الفساد بأشكاله وألوانه المختلفة ونحن نحتاج إلى التحرير من هذا الفساد الغاشم، الذي يجب التصدي الحقيقي له والعقاب الحديدي العاجل، لكل مَنْ يسيء إلى هذا الوطن الطيب، فالبلاد تحتاج دائماً إلى تقوية الجبهة الداخلية لديها، والحفاظ على مكتسباتها وتنميتها والحفاظ على أموالها ومراعاة مصالح المجتمع، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وضرب أوجه الفساد وملفاته الشائكة وأمثلته البغيضة مثل تداعيات الصندوق الماليزي، وعصابات غسل الأموال وأذنابهم ومَنْ يساندهم في الداخل.
والفساد كذلك يشمل كل مَنْ يعمل لأجندته الخاصة من دون الاهتمام بالصالح العام، وكل مَنْ يتخبط بقراراته فيخضع للضغوطات السياسية من دون الانتباه إلى الاعتبارات المهنية، التي تخدم بلده، وكذلك التعيينات (الباراشوتية) والتي تتضارب مع العدالة المجتمعية، وتهدم حماس الكفاءات والخبرات والعقليات المفيدة، من أجل مكتسبات انتخابية أو محسوبيات للمتنفذين، والفساد كذلك يتمثل في فوضى تجار الإقامات، وفي كل مَنْ قام بنهب خيرات البلد عبر الكرسي الذي جلس عليه، والذي لا يستحقه في الأساس، والهرب إلى الخارج ليقتات على الأموال العامة ويمثل دور الأثرياء في الغرب مثل لص أموال المتقاعدين، وغيرهم من اللصوص الذين يخدمون هذا العدو (الفسادي) - إن جاز التعبير - الذي ينخر في جسد الأمة مثل السوس وللاسف يُعين أعداءه عليه. ومع ذلك كله - إن شاء الله تعالى - نظل متفائلين بأن يتم يوماً ما القضاء على الفساد، والعقاب الصارم لكل مَنْ يفسد ويضر البلاد والعباد.
والخلاصة لن ينسى التاريخ بطولات الشهداء المشرقة، ومَنْ أخلص في عطائه و في الجهة الأخرى لن ينسى كذلك فساد المفسدي، وخذلان المتخاذلين. والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
@ِAlsadhanKW

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي