No Script

حروف باسمة

ابتهال...

تصغير
تكبير

الحياة بحر واسع مداه يثور تارة، فتكون أمواجه عاتية وسماؤه ملبدة بالغيوم الحالكة بعضها فوق بعض، إذا أخرج المرء يده لم يكد يراها، والحياة تكتنفها عوافير تدمي العين وترهق القلب، وتثير اللكمات في الأرض فتدمي الأرجل عند وطئها، وتارة يهدأ الجو وتستقر الرياح وتكون الأرض بحاصة «صلبة»، يمشي عليها الناس باستقرار ليحقّقوا ما يصبون إليه.
فنحن في هذه الأيام في ظل عدو بالغ الخطورة، لا يرى فيصد، إنه مع الناس في كل مكان يحاوطهم إذا ما تصدوا له بكل ما أوتوا من قوة فإنه يفتك فتكاً عظيماً.
ما أبشعه من عدو قضى على أرواح كثيرة، وتوغل في أجسام عديدة، وأتى على اقتصاد الأمم فدمّره، وغيّر كثيرٌ من الناس أعمالهم، للحصول على لقمة العيش، ولا يزال المفكرون يجتهدون في إيجاد اللقاح الواقي، ويبحثون في سبل انتقال هذا الوباء.
يقولون إن الوباء قد ينتقل جواً عبر الرذاذ.
هذا سؤال جدلي لم يحسمه المجتمع العلمي، إلا أن المشيرين إلى تلك الرسالة، يرون أن عدم إثبات انتقاله جواً ليس دليلاً على غياب هذا الاحتمال، ويدعون إلى الحيطة في ظل تبيان نتائج الدراسات ما بين النفي والإثبات.
أخيراً تغيّرت الإجابة رسمياً مع استجابة منظمة الصحة العالمية لرسالة العلماء المفتوحة، الذين طالبوا خلالها السلطات الصحية بإقرار أن عدوى «كوفيد - 19» قد تنتقل جواً.
ويجب الانفتاح على هذا الدليل، يفهم آثاره في ما يتعلق بأنماط الانتقال والاحتياطات التي يجب اتخاذها.
إن الإقرار بوجود أدلة احتمالية نقل الجسيمات، التي تخرج مع الزفير للعدوى، يحدث الإرشادات الرسمية لأنماط انتقال الفيروس.
وعليه فلا بد من التباعد الجسدي، درءاً للخطر وتجنباً للعدوى وحفاظاً على أجواء المكان.
ونحن في هذه الديرة الطيّبة نواجه هذا الفيروس بكل أساليب التصدي، ومعه فيروس آخر يوغل في المجتمع وهو ما نشاهده من الاعتداء على المال العام، والاتجار بالبشر، وإقامات لا عد لها ولا حصر، أهلها ينتشرون في ربوع المجتمع كما ينتشر الوباء.
فعسى أن تطّهر الأرض من فيروس كورونا المستجد المسبّب لـ«كوفيد - 19»، ويبارك الله جهود المجتهدين في صده ويحمي الديرة من فيروسات التعدي على المال العام والاتجار بالبشر، والذين يتقاضون الرشاوى ولا يفكّرون بماهية الحلال والحرام.

نسأل الله الكريم أن تشرق الغزالة من خدرها، وترسل أشعتها الذهبية المفعّمة بالصحة والسلامة، وأن تجتث جميع الأمراض الاجتماعية والنفسية، وأن يشافي المولى الكريم مرضى «كورونا» وجميع المرضى في كل مكان.
والشفاء والعافية للأخ الحبيب صالح حسين السماك، وتهنئة له بنجاح العملية الجراحية، التي أجريت له أخيراً في مستشفى الرازي، حمداً لله على السّلامة يا أبا هشام.
أدعوكَ ربِّ كما أمرتَ تضرُّعاً
فإذا رددتَ يدي فمَن ذا يرحمُ
ما لي إليك وسيلةٌ إلا الرّجا
وجميلُ عفوكَ ثمّ إني مسلمُ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي