No Script

وجع الحروف

حكاية الإصلاح الفوضوي...!

تصغير
تكبير

نعيش في حياة نعلم أنها فانية... تتعقد جوانبها ونتكيف مع كل تغيير يحصل فيها.
نكبر مع كل يوم يمضي... كنا صغاراً وكل صغير له قدوته، ثم يتم صقل الشخصية واكتساب المعرفة والمهارات، لتتشكل بعدها الخبرة، ويتحدد بعدئذ مستوى الرشد إلى أن يصبح الفرد أباً أو جداً.
وقس عليها العمل المؤسسي ومؤسسات المجتمع المدني، حتى إن أضيف لها العمل التطوعي وقنوات التواصل الاجتماعي.
الجميع يكبر... وكل شيء يتغير ولا يبقى سوى الصالح.
نواجه بسؤال متكرر: أنتم ماذا تريدون الوصول إليه...«شتبون بالضبط»؟
الإجابة في مقدمة المقال... قيم الماضي نريد لها أن تعود? والعمل المؤسسي نريد له أن يتغير ليواكب متغيرات العصر الحديث.
أصبحت عملية القياس والتقييم مفقودة، وأوكلت مهمة القيادة وفق تفصيل معين، وفقدت الكفاءات التقدير.
كل مشكلة تترك لتلاقي مصيرها، تسويفاً أو جهلاً أو «قلة دبرة»، والبعض يرى أن الإصلاح ارتجالاً، وهكذا الحال لتصبح الأرض خصبة، لما يمكن تسميته «الإصلاح الفوضوي»!
أطلقت عليه فوضوياً استئناساً بنظرية الفوضى المعروفة لدى الملمين بعلم الإدارة والقيادة، وهي في الغالب تستمر بحد أقصى ستة أشهر من التطبيق، إلى أن يحدد بعدها القيادي أوجه الخلل من التقصير الناتج ويقوم بإجراء الإصلاحات المبتغاة.
لهذا وعودة للتساؤل أعلاه... «شنو تبون»؟
نحن نريد أن تكون الكويت بذات القيم قبل خمسة عقود... أواخر الستينات حيث كنا في زمن جميل - حسب ما نقل لنا وما دونته صفحات التاريخ المشرق - حين بدأت عندها عجلة التنمية.
نحن نريد أن تفهم مؤسساتنا وجمعيات المجتمع المدني... انه ما هكذا تورد الإبل في ما يخص الإصلاح؟
القرار يبدأ من عملية القياس والتقويم ويشرف على اتخاذه رجالات دولة... وأعتقد أنه قد تكونت لديكم نظرة شاملة لطبيعة أعمال مجلسي الأمة والوزراء، ومستوى النوع والكم من الإنتاجية ومدى قربها من هموم المواطن ومفهوم دولة «نيو كويت».

الزبدة:
نحن نحث الجميع لغرس القيم الصالحة? فما هو حاصل ويحصل، إنما هو من حصاد اختياركم، الذي يعكس الثقافة السطحية التي يعاني منها السواد الأعظم.
صناعة التاريخ - أو لنقل التنمية - أحوج لبطانة صالحة من أصحاب الخبرة المتميزين، بسيرة عطرة من العطاء ومستوى رشد مرتفع.
وصناعة التاريخ تبدأ من تحسين ثقافتنا في الاختيار، والابتعاد عن المجاملة في قضايا كالتعليم والصحة و«الشوارع المكسرة» والتنمية المستدامة، التي نعلم عنها نظرياً الا أننا نجهل توفيرها على أرض الواقع.
إننا نعاني من «حكاية الإصلاح الفوضوي»... فالفوضى باستمرارها لعقود عدة لا شك أنها مهلكة، ولهذا السبب نوجه النقد البناء ونهدف إلى تنوير الجميع من مسؤولين وناشطين ومختصين في كافة المجالات، فالعمر يمضي ونحن مازلنا نبحث عن «الإصلاح الحقيقي»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي