No Script

من زاوية أخرى

ربط السياسة بالرياضة... «ماركة عربية»

تصغير
تكبير

بما أننا نعيش حمى كأس العالم لكرة القدم، وتداعياتها الرياضية والسياسية على واقعنا العربي، فليس من الحصافة أن نبتعد عن أجوائها، ونتطرق إلى موضوعات لن تجد لها صدى في ظل انشغال العالم كله، ومنها ساحتنا المحلية بمجريات البطولة التي تستضيفها روسيا، لاسيما أن للحدث أصداء واسعة في الساحة العربية عامة، والخليجية على وجه الخصوص لاسيما في الجانب السياسي الذي يصر العرب على زجه في الحدث.
فكما نعلم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وكل القائمين على الحركة العالمية عامة، يصرون على النأي بأي نشاط رياضي عن السياسة، وكثيرا ما عاقبوا دولاً بسبب زج الموضوع السياسي بالرياضة. ولعل ما حفر في أذهاننا موقف اللاعب المصري الخلوق محمد أبو تريكة منذ سنوات في بطولة أمم أفريقيا عندما سجل هدفا، رفع قميصه ليبدو تحته قميص كتب عليه «تضامنا مع غزة» وذلك في ذروة الاعتداء الصهيوني على القطاع، وهو ما تسبب بعقوبات على مصر تمثلت في غرامات مالية، مع التحذير من تكرار مثل هذا التصرف.
ولأننا نحن العرب لا نستطيع فصل أي مجال عن السياسة، فإن النتائج المخيبة التي حققتها المنتخبات العربية كانت مجالاً رحبا لزج الجانب السياسي بالرياضي، حيث وجدنا بعض التعليقات ذات الصبغة السياسية على خسارة أحد المنتخبات من المعلقين الذين يغطون المباريات، وهو أمر هدد القائمون على المنتخب المعني برفعه إلى القضاء الدولي، كونه يمس الدولة، وقد تم زج السياسة في نتائج المباريات الرياضية، لنعود من جديد إلى دوامة مفرغة يبدو أننا لم نصل بعد إلى مرحلة النضج الذي يجعلنا نفصل كل جانب عن الآخر.


فقد رأينا موقف الروس من المنتخب الإنكليزي الذي يخوض التصفيات وترحيبهم به، رغم الاحتقان السياسي بين موسكو ولندن على خلفية تسميم الجاسوس الروسي في العاصمة البريطانية، حيث نأى الوعي السياسي لدى الشعوب والقائمين على الشأن الرياضي فيها عن الخلط بين السياسة والرياضة، وترك السياسة لأهلها. بينما نحن لم نصل بعد إلى هذا المستوى من الوعي. أضف إلى أن لدى دولنا قيادات رياضية ليس لديها أسس فن القيادة، حتى نراها تتخبط وتوقع نفسها وبلادها في مآزق هي في غنى عنها. فهل سنصل يوما إلى مستوى وعي يؤهلنا لنجعل كل مجال من مجالات حياتنا مستقلا عن الآخر؟

h.alasidan@hotmail.com
Dralasidan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي