No Script

أمواج

تباعد اجتماعي

تصغير
تكبير

نحن بطبيعتنا اجتماعيون بالفطرة، أرواح تعشق الأرواح... إلا أن فيروساً صغيراً جداً - لا يُرى بالعين المجردة -قد جردنا من حياتنا الاجتماعية!
فيروس يعيد تنظيم الكرة الأرضية، بمن عليها وينتزعنا من غفلة الحياة! فتوقفت الأعمال، وانهار الاقتصاد، وانقطعت الدراسة، وتأزم البشر!
فيروس صغير أعاد ترتيب حساباتنا، لنغيّر من أولوياتنا، ونجدد إيماننا، ونعدل قناعاتنا، ونقوّم سلوكنا، ونهذب أخلاقنا.
وباء قد فعل ما لم تقدر عليه آلاف دورات وورش التنمية البشرية، وقاعات الجامعات ومنابر المساجد!
فاستقر الرجال والنساء في البيوت، وقلت زحمة الشوارع، وصخب الأماكن العامة، أغلقت الأسواق والمطاعم والمقاهي بكل ما فيها من إسراف، وتوقفت الحفلات والسهرات والتجمعات بكل ما فيها من بذخ وتكلف وتنافس وتفاخر...!
أصبحت البيوت عامرة بأهلها ونظيفة ومعقمة، الشوارع هادئة بلا إزعاج، تنفست الأرض هواءً بلا تلوث أصبح البحر من دون مخلفات البشر، والبر خالياً من آثار السيارات!
أقبل الناس على الذكر والدعاء أكثر مما مضى، وتفنن الجميع في الطبخ المنزلي نساءً ورجالاً، حتى صُنعت وجباتنا فعلاً بحب...!
زادت الألفة وغدت الاجتماعات الأسرية الجميلة مليئة بالحوارات والألعاب الجماعية والتعارف من جديد!
زاد الحس الوطني والعمل التطوعي، والوعي المجتمعي لدى الكثير، لكن بالرغم من تباعدنا الاجتماعي، والذي هو في مصلحتنا، إلا أن الشوق لأحبتنا يؤرقنا، والحنين يأخذنا إلى الأماكن التي ضجت بضحكاتنا... تجمعاتنا وأفراحنا وحتى أحزاننا!
ولا يسعنا سوى الدعاء بأن ينفرج سريعاً، هذا الابتلاء مهما اشتد الوباء... أياماً معدودات لنصبر فيها ونحتسب ونترقب... أول تجمع عائلي بعد هذه الأزمة، أول لقاء مع الأصدقاء، أول يوم عمل، أول يوم دراسي، أول جولة تسوق، أول رحلة سفر.
ستعود الحياة بإذن الله... لكن بعد أخذ الدرس والعبرة، نبتعد الآن لنعود غداً... بلا تكلف، بلا تصنع، بلا تقليد، بلا علاقات هشة، بلا كره، بلا حقد، بلا فساد!
لتعود الحياة بحق الى الحياة...!

انستغرام amwaaaj

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي