وجع الحروف
هدف تلوث الهواء... وأهدافنا!
المعتاد على زيارة لندن يلاحظ الفرق الكبير في جودة الهواء.
خلال عام 2019 تعهدت الحكومة البريطانية بأن تكون بريطانيا أول اقتصاد كبير، يتبنى أهدافا بشأن جودة الهواء وأن مستوى التلوث سيصل إلى 0 في عام 2020، وواضح ذلك عبر التحول من مركبات وباصات وقطارات تعمل بالديزل أو أي مصدر آخر إلى كهربائية أو هايبر.
لاحظ الهدف... مدروس ومحدد بفترة زمنية للإنجاز.
والشاهد أن بريطانيا تتمتع بنظام تعليمي جيد سواء العام أو العالي? ولديها أفضل الجامعات وكذلك الحال بالنسبة للخدمات الصحية تعد ممتازة.
هنا نوجه الرسالة لمن يخطط لرؤية الكويت، ويضع أهدافها وإستراتيجيات العمل الموصلة لها...؟
كيف لنا قياس مستوى تلوث الهواء؟
كيف لنا معرفة الأسباب التي أظهرت الكويت في ذيل القائمة،على مختلف المؤشرات والمعايير العالمية؟
كيف لنا تحديد منابع الفساد؟ ومن أوكلت لهم مهمة مكافحة الفساد وتطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية: هل هم على قدر من الكفاءة؟
المعايير العالمية واضحة، سواء على مستوى جودة الهواء أو التعليم أو الصحة أو الخدمات، أو حتى طبيعة تعاملنا ومستوى معيشتنا والرضا عن الخدمات المقدمة... فهل المسؤولون في بريطانيا أو غيرها يختلفون عنا؟
طبيعي الإجابة بـ«لا»... فنحن في الكويت نملك طاقات وخامات مشهودا لها، وكثير منهم تخرج في جامعات بعضها أفضل من تلك التي تخرج منها المسؤولون الأجانب.
الفرق أن الغرب يوظف الكفاءات في محلها ويمنحها الصلاحيات، ويطلب منها صياغة رؤية وأهداف محددة زمنياً بينما الوضع لدينا معروف وكما قيل «المعروف لا يعرف»!
الزبدة:
إذا بحثت بحيادية في طبيعة الحال لدينا فستجد أن التعليم أصبح سلعة? الصحة أضحت سلعة والكفاءات لا محل لها من الإعراب مع الأسف.
لذلك? نريد أن نتعلم من أخطاء الأمس واليوم، كي نعد القرارات التصحيحية التي تبدأ من خلال استقطاب الكفاءات من أصحاب الخبرة، كي يصيغوا لنا رؤية جديدة بأهداف محددة الزمن لإنجازها.
أعطونا أهدافاً ترمي إلى رفع مستوى جودة التعليم والصحة لنكون بين أفضل ثلاثة - على الأقل - إقليمياً «عربياً» خلال 3 سنوات... عامل الزمن مهم جداً!
أعطونا مشاريع تنفذ بتكلفة معقولة وخلال فترة زمنية قصيرة.
امنحوا - على أقل تقدير - الكفاءات من أهل الخبرة وحسن السيرة والسلوك المجال ليدلوا بدلوهم! تسامحوا... تعاضدوا وتكاتفوا... اعترفوا بالأخطاء، ولتكن مصلحة الكويت مقدمة على أي هدف آخر.
هل فهمتم الفرق بيننا وبين دول سبقتنا؟... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi
