No Script

في الصميم

أنس الصالح... وشخصانية الاستجواب!

تصغير
تكبير

لا ندري لماذا في الآونة الأخيرة كثُرت الاستجوابات؟! هل هي موضة أم أنها جاءت مع اقتراب موعد الانتخابات لمجلس الأمة وتسويق بعض النواب لأنفسهم، ولعله كان من الأجدر عدم إدخال البلاد ومجلس الأمة في أمور في غير توقيتها، وفي ظل مواجهة الحكومة والبلاد من ورائها أزمة كورونا المستجد، وبعيداً عن سوء التوقيت نقول إن استجواب النائب الفاضل شعيب المويزري لوزير الداخلية أنس الصالح، غير منطقي وبعيداً عن الواقع إلى حد ما ، ولا يحقق الفائدة المرجوة للمواطن في ظل الأوضاع الحالية.
فلا أحد يُنكر حق النائب الفاضل في تقديم الاستجواب، واستخدام الأدوات الانتخابية التي كفلها له الدستور، بل ونحثه عليها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، فتلك العملية صحية جداً وتصب في مصلحة المواطن والعملية البرلمانية!. ولكن هنا وفي ظل الأوضاع الحالية، نؤكد أن هذا الاستجواب في غير محله!
ومن باب إبراز الإنجازات والإسهامات التي قام بها مَنْ سيُجري استجوابه، وهو وزير الداخلية، فإنه منذ تسلمه مقاليد الوزارة حقق إنجازات لم تُحقّق على مدى عقود طويلة، ومن أهمها كشف الحقائق وتحويل إلى النيابة كل مَنْ سوّلت له نفسه العبث بأمن البلاد كائناً مَنْ كان، فلا يوجد ما هو عصي على أمن الوطن، فمجرد تحويل مسؤولين على أعلى المستويات إلى النيابة العامة هو إنجاز غير مسبوق، ففي عهد هذا الوزير - الذي سيتم استجوابه من قبل النائب الفاضل - كشف الكثير من الفساد مثل فساد اليوروفايتر، ومصاريف الضيافة، وتزوير شهادات جامعية، وتجارة الإقامات، والنائب البنغالي، وغسيل أموال، واستثناء دخول 5 آلاف باكستاني، واستثناء دخول ألف عراقي، والصندوق السيادي الماليزي، والقائمة تطول ومفتوحة على مصراعيها لتقديم ملفات الفساد إلى النيابة، من دون تراخٍ أو مراعاة للشخص الفاسد، مهما كان مركزه وموقعه في المجتمع والبلد.
فيجب التخلص من الشخصانية والتكسب الانتخابي، الذي يمارسه بعض النواب الأفاضل، ولا يخدم المصلحة العامة للوطن والمواطن، والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي