كم هو مسكين الشعب الكويتي - خصوصاً بعد وصّول الأمور إلى ما وصلت إليه الآن - فلا يكاد يمضي أسبوع أو يوم إلّا ونسمع بسرقات وفساد وسلب ونهب لخيرات هذا الشعب، الذي يضع ثقته في غير محلها في كثير من الأحيان - مع الأسف - وحتى يرى أمام عينه كثيراً من أوجه الاعتداء على المال العام، كي نقرأ بألم الخبر المنشور أخيرا عن تصريح رئيس الفتوى والتشريع الأستاذ صلاح المسعد بالقول إن المحكمة البريطانية العليا في لندن أصدرت حكماً بفرض حجز في جميع أنحاء العالم بمبلغ 847 مليون دولاراً أميركياً على أصول المدير العام السابق للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وإلزام تلك المحكمة فهد الرجعان بالكشف عن كل أصوله في جميع أنحاء العالم.
تلك الأخبار المنشورة - والتي تأتي بين كل فترة وأخرى، وتمر علينا مرور الكرام - إن جاز التعبير لا توحي بالجدية المطلوبة للانتهاء من هذا الملف واسترجاع الأموال المنهوبة، من قبل مَنْ لم يراع ذمة ولا ضميراً في حقوق فئة مغلوبة على أمرها وهم المتقاعدون، والتي لا مصدر لها إلّا المؤسسة التي وضعت فيها ثقتها لمواجهة أعباء الحياة الصعبة التي تواجهها بعد عمر مديد في العمل والكد على مدى سنوات الشباب! إن الأمر مقيت ومحزن في الوقت نفسه حينما نرى تلك الحقوق تضيع بهذا الشكل!
ومن ناحية أخرى نقول إن وتيرة المتابعة الحكومية يجب أن تكون أكثر تحركاً عبر القنوات القانونية المتاحة والمطالبة بالقضايا المستعجلة لتسريع استرجاع الحقوق لأهلها، وليس الانتظار لسماع خبر عن القضية بين فترة وأخرى طويلة، وقد يأتي الخبر كالمناسبات التي تمر في كل سنة مرة، ورغم أن الحكم صدر في أكتوبر الماضي، فإن الإجراءات تبدو بطيئة، وبالتالي فإن مطالبات الشعب الكويتي خصوصاً إخواننا المتقاعدين تنصب على استرجاع الحقوق التي نهبت من قبل الرجعان في جميع أنحاء العالم!