No Script

سافر إلى ذاتك

الحجر المنزلي ووعينا النفسي؟

تصغير
تكبير

بعد أن أعلنت المدن الانغلاق على حالها، وتخلت الأماكن عن روادها مُعلنة أن هناك كائناً دقيقاً نهش اقتصادها وسلب صحة أبنائها، وفرض على الجميع حياة لم نعهدها من قبل، فمن كان يتصور أن يقضي طوال وقته في البيت، بعيداً عن الاحتكاك، مُفعماً بالتركيز على لمسة اليد وحركة الجسد، مهووساً بغسل يده وتعقيم أدواته، من يتصور أننا أصبحنا ماهرين وخبراء في قياس المسافات البينية بيننا... خوفاً من الإصابة به، تبقى الحقيقة الأشد قسوة من كل ذلك أن الكورونا جاء لنا بنشرة نفسية عنه، كشف لنا عدم قدرتنا على التعايش مع أنفسنا في الحجر المنزلي، حيث إن الغالبية العظمى لم تنجح في العيش مع ذاته يوماً واحداً منعزلاً عن كل شيء لماذا؟ لأننا لم نتعرف على أنفسنا بعد، رغم أعمارنا التي قد تكون متقدمة بعض الشيء، أو خبراتنا المتنوعة في المدن وتفاصيلها، وطرق السفر إليها.
إلا أننا وقفنا أمام أنفسنا تائهين الكل يتذمر طول الساعات، ويبكي الوحدة في يومه، ويشكو الفراغ الطويل في اليوم، كل ذلك... لأننا لم نتعلم استثمار الوقت مع أنفسنا، كنا منشغلين بالخارج مع الناس بعيداً عنا.
عزيزي القارئ أنت في فرصة عظيمة الآن استغلها جيداً، فرصتك الآن أن تعيد علاقتك مع نفسك، وتتعرف عليها وتعي حاجاتها لتحبها من جديد، حباً مبنياً على الوعي بها والتماس حاجاتها والانتباه إلى قوتها وضعفها، فأنفسنا تحتاج منا الكثير... تحتاج أن نطورها معرفياً بالقراءة ونعتني بأجسادنا من خلال الرياضة ، ونهتم بطعامنا الصحي لنرفع مناعاتنا الصحية، وترويض مشاعرنا من خلال الاسترخاء الفكري والعضلي، والعودة إلى الله لتغذية الجانب الروحي.
قسّم وقتك... كل يوم لإنجاز كل هذه المهام، لن تجد وقتاً للتذمر من طول الساعات بعد الآن، فالحجر المنزلي علمنا أن المنزل قد يكون مطعماً رائعاً، وسينما مُدهشة تجمعنا مع من نحب ومكاناً للتسلية ومكتبة للقراءة، ومقهى للتفكر، إذا قررنا نحن ذلك من اليوم.
فاصنع في منزلك كل ما كنت تبحث عنه في الخارج... ولا تنس أن الحجرالمنزلي واجب وطني من أجل الكويت.

@drnadiakhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي