No Script

ولي رأي

مُت فارغاً

تصغير
تكبير

Die Empty... كتاب لأميركي اسمه تود هنري، يجيب عن سؤال: ما هي أغنى بقاع الأرض؟ بأنها المقابر، فتحت ترابها لترقد عقول العلماء والمفكرين وأصحاب الرؤى الإصلاحية، والتي بها صلاح المجتمع الإنساني من اختراعات وعلوم وأفكار، ولم يسعفهم الوقت لنشرها لإفادة الناس.
وفي مقال منقول من الكتاب يتحدث صاحبه عن ضرورة أن يسجل كل عبقري أفكاره، التي لم ينشرها قبل أن يموت، فهي بنظر الكاتب أهم من ثروته الشخصية المالية، لأنها إرث للبشرية جمعاء.
ولذلك عندما يموت الإنسان يبقى العلم على حاله، متى ما احتيج إليه، فلا أظن أن المغفور لهم من أهل الكويت الأوائل قد أكملوا ما بدأوه من إنجازات، فلا الشيخ عبد الله السالم- طيب الله ثراه- طبّق ما لديه كثيراً من إصلاحات لتحويل الكويت من إمارة عشائرية إلى دولة دستورية، لأنه في محيط إقليمي يرى أن الحاكم يملك الأرض ومن وما عليها، وما تحتها كذلك، ولم يسطّر كتبة الدستور- رحمهم الله- ما كانوا يطمحون إليه من حريات للشعب، لأن المجتمع حينئذ لم يكن مستعداً لتعليم المرأة، فكيف سيقبل بإعطائها حقوقها السياسية؟! وهذا النوع من الحريات والأفكار كان سابقاً لزمنه.


لذلك ينصح مؤلف الكتاب وكاتب المقال بأن يسجل كل الحكماء والعلماء ما لديهم من أفكار قبل أن يُواروا تحت التراب حتى يأتي الزمان الذي تتقبل فيه المجتمعات هذه الأفكار، فمثلما نوفر الأموال للأجيال القادمة، نوفر كذلك الأفكار والرؤى، فقد أُعدم الكثير من علماء أوروبا في العصور الوسطى، وهم العلماء الذين سبقوا عصرهم وفكرهم، ووقف الكثيرون من رجال الدين في وجه التطور بحجة المحافظة على الدين وقيم المجتمع.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، وعندما تلا صلى الله عليه وسلم الآية التي تقول: (اليوم أكملت لكم دينكم) عرف الصحابة أنه مستعد للرحيل، فحزنوا لذلك، وهذه أدلة إسلامية على أن الإنسان يجب أن يقدم ما ينتج حتى النهاية، وأن تُحفظ الأفكار للأجيال التي تليها.

إضاءة
من باب الأمانة الإعلامية مقالي مستوحى من رسالة نصية من الشيخ عبد المجيد البازلي، إمام مسجد بن دعيج في منطقة الروضة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي