Die Empty... كتاب لأميركي اسمه تود هنري، يجيب عن سؤال: ما هي أغنى بقاع الأرض؟ بأنها المقابر، فتحت ترابها لترقد عقول العلماء والمفكرين وأصحاب الرؤى الإصلاحية، والتي بها صلاح المجتمع الإنساني من اختراعات وعلوم وأفكار، ولم يسعفهم الوقت لنشرها لإفادة الناس.
وفي مقال منقول من الكتاب يتحدث صاحبه عن ضرورة أن يسجل كل عبقري أفكاره، التي لم ينشرها قبل أن يموت، فهي بنظر الكاتب أهم من ثروته الشخصية المالية، لأنها إرث للبشرية جمعاء.
ولذلك عندما يموت الإنسان يبقى العلم على حاله، متى ما احتيج إليه، فلا أظن أن المغفور لهم من أهل الكويت الأوائل قد أكملوا ما بدأوه من إنجازات، فلا الشيخ عبد الله السالم- طيب الله ثراه- طبّق ما لديه كثيراً من إصلاحات لتحويل الكويت من إمارة عشائرية إلى دولة دستورية، لأنه في محيط إقليمي يرى أن الحاكم يملك الأرض ومن وما عليها، وما تحتها كذلك، ولم يسطّر كتبة الدستور- رحمهم الله- ما كانوا يطمحون إليه من حريات للشعب، لأن المجتمع حينئذ لم يكن مستعداً لتعليم المرأة، فكيف سيقبل بإعطائها حقوقها السياسية؟! وهذا النوع من الحريات والأفكار كان سابقاً لزمنه.