No Script

أصبوحة

ترامب واللياقة السياسية

تصغير
تكبير

تزداد الشواهد على أن الرئيس دونالد ترامب، عديم الحصافة الديبلوماسية، وجاهل في أصول السياسة الخارجية، ويفتقر إلى اللياقة في سلوكه وحديثه، مسبباً الحرج للشعب الأميركي، ولحلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها.
فقد وصف أخيراً الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والإعلام الأميركي، بأنهم أعداء للولايات المتحدة، كما فقد ثقة جارتيه كندا والمكسيك، واتهم ألمانيا وحلف الناتو، بعدم دفع مبالغ كافية لدعم الحلف، وتعامل مع الدول العربية باستخفاف وتعالٍ، كما تناقلت وسائل الإعلام في العالم، عدم احترامه لبروتكولات التعامل مع ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، في سلوك أقل ما يقال عنه صفيق، لا يفعله رئيس أقل دولة وأفقرها في العالم.
ويرى بعض المحللين أنه يتعمد هذه الفظاظة في السلوك والقول، كي يثبت أن أميركا هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم، في محاولة لاستعادة مكانة القطب الواحد في تسعينيات القرن الماضي، ويرى فريق آخر أنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يثير التساؤل حول التأييد الشعبي له، خصوصاً وان الاستخبارات الأميركية، تؤكد تدخل روسيا في الانتخابات السابقة لصالحه، وهي القضية التي ما زالت منظورة ومثارة.


وفوزه سيعكس قوة وسطوة اليمين في أميركا، واللوبي الصهيوني الأميركي، والرأسمالية المتوحشة التي تريد انقاذ نفسها، من الأزمة الرأسمالية العالمية، التي تستمر تداعياتها منذ العام 2008.
وإن هذه الأوساط المهيمنة على السياسة الأميركية، لا يهمها سوى الرأسمال والصناعة الأميركية، وفي سبيل ذلك هي مستعدة للدخول في حروب اقتصادية، تشبه تلك التي كانت عشية الحربين العالميتين.
فالولايات المتحدة تنصلت، من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مثل معاهدة المناخ ومجلس حقوق الإنسان، وانسحبت من الاتفاق النووي، الذي وقعته الدول الخمس مع إيران، مع ما قد ينذر باضطرابات في المنطقة، من أفعال انتقامية من جانب إيران نتيجة العقوبات الأميركية عليها، وبالأخص أن إيران تتهم أميركا بمحاولة قلب نظام الحكم فيها.
فهل نحن مقبلون على فوضى جديدة، تصنعها السياسة اليمينية في أميركا؟ إذ ان كل الحروب العالمية تنتج عن أطماع اقتصادية، وصراع على النفوذ، لكن ما يواجهه العالم اليوم أخطر، بوجود ترسانات ضخمة من أسلحة الدمار الشامل.

Osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي