No Script

أصبوحة

معاناة إضافية للشعب السوري

تصغير
تكبير

لم تكن العملية العسكرية الأولى، التي تقوم بها تركيا داخل الأراضي السورية، فقد سبقتها عمليتان عسكريتان، هذه العملية العسكرية والتغلغل التركي، إلى شمال شرقي سورية، لاقت إدانة عربية ممثلة بالجامعة العربية، وإدانة دولية من معظم دول العالم، على اعتبار أنه غزو لدولة وضم أراضيها، وهو مخالف للقوانين والأعراف الدولية، وقد حدث ذلك بالتواطؤ مع الإدارة الأميركية، التي انسحبت قواتها من هذه المناطق، قبل العملية التركية مباشرة، وكذلك بمساندة ومباركة روسية، ترجمته بفيتو ضد بيان مجلس الأمن، الذي دان الهجوم العسكري التركي.
ومبرر تركيا لعمليتها هو بهدف إقامة منطقة عازلة فيها، لكن الخشية أن يتم تغيير الطبيعة الديموغرافية والسكانية فيها وتتريكها، ما يعني عملياً ما تخوفنا منه منذ بدء الأزمة السورية قبل ست سنوات، وهو تقسيم الأراضي السورية، وانهيار سلطة الدولة، وعدم استقرار واستمرار وجود الدولة السورية، وهو ما يوافق المخططات الأميركية الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
وبغض النظر عن موقفنا من النظام السوري، فإن وحدة الأراضي العربية السورية، ووجود مؤسسات الدولة، هي أبقى وأهم من كل الأنظمة، فالأنظمة تأتي وتذهب، وهي ملك للشعب السوري وحده، كما يخشى أن تطلق هذه العملية، جماعات «داعش» الإرهابية الكامنة، فقد أدى القصف التركي، إلى هروب سجينات داعشيات من السجون.
وقد أثبت هذا الهجوم خطأ رهان الأكراد على مساعدة أميركا لهم، فقد تخلت الإدارة الأميركية عنهم، وباعتهم عند أول صفقة مع تركيا، رغم حق القومية الكردية بوجود وطن قومي لهم، والأولى أن تقف كل مكونات الشعب السوري، مع الحفاظ على وحدة الوطن ومؤسسات الدولة السورية، ورغم كل ما حصل في سورية من مآس، اعتبرت الجامعة العربية ما قامت به تركيا، هو عدوان وغزو لأراضي دولة عربية، ويمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي، وطالبت الجامعة العربية وبعض دول العالم، بوقف العدوان وسحب القوات التركية فوراً، وطالبت كذلك المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والعمل على خروج جميع القوات الأجنبية من سورية.
إن استمرار التدخل الأجنبي في سورية، لا يزيد الوضع إلا تفاقماً، ويزيد معاناة الشعب السوري، واستمرار تقديمه للتضحيات، وتشتته في المنافي، وإن الحل يكمن بيد الشعب السوري وحده، وإيجاد حلول سياسية سلمية، يختار من خلالها السوريون، نظام حكمهم الديموقراطي العادل، استناداً إلى دستور وطني، يعيش تحته الشعب في تداول للسلطة، وفي ظل عدالة اجتماعية ومساواة لكل مكوناته العرقية والدينية، وتتضافر جهوده لإنهاء الوجود الإرهابي، الذي عاث فساداً وإجراماً طيلة السنوات الماضية.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي