No Script

بالقلم والمسطرة

نادي ليفربول يتكلم عربي!

تصغير
تكبير

في آخر زيارة لي إلى المملكة المتحدة - خصوصاً إلى مدينة ليفربول الإنكليزية - قمت بزيارة لنادي ليفربول الشهير ذي اللون الأحمر ورمزه (طائر الليفر)، والذي كنت أشاهده بكثرة بالقرب من ميناء ليفربول، وهذا النادي - كما يعرف الكثيرون - من أبطال الدوري الإنكليزي الممتاز، وكذلك من أهم الأندية الأوروبية، وكيف لا؟! وقد حصل على كأس السوبر الأوروبية للمرة الرابعة أخيراً، وقد تأسس عام 1892 على يد رجل الأعمال الإنكليزي جون هولدينغ، وملعب النادي ذو شهرة واسعة عند المشجعين وجماهير الكرة المستديرة، وهو الملعب الأسطوري المسمى (الأنفيلد).
وعند زيارتي للنادي في بداية الجولة تم تزويدنا بجهاز صوتي مع سماعات من أجل الترجمة، بالإضافة إلى وجود مرشدين فعليين يشرحون باللغة الإنكليزية، ويحتوي ذلك الجهاز على شرح موجز وبلغات عدة عالمية، والمفاجأة وجود اللغة العربية من ضمن اللغات الحية، مما يوكد أهمية اللغة العربية، وأهمية الزوار العرب لتك الأندية الشهيرة، ورغم إجادتي للغة الإنكليزية إلا أنني أستمتع بالاستماع إلى الشرح باللغة العربية من هذا الجهاز، وكأن نادي ليفربول يتكلم عربي!
وكنا نسير في جولة شاملة تشمل مختلف الأماكن المهمة في النادي، وبين أروقة النادي ومدرجاته وأدواره وأماكن استراحة اللاعبين وغرفة الموتمر الصحافي للمدربين وبجانب الملعب نفسه، وغيرها من المشاهد والأماكن، ولاحظت شدة الاهتمام بمكونات النادي ومدرجاته والسلالم الحديدية، ووجود ثقافة المحافظة على المنشآت وكنت أتمنى أن نجد في واقعنا الرياضي المحلي ربع ما وصلت إليه الأندية الأوروبية من فكر رياضي، وثقافة الاهتمام بالمنشآت الرياضية، وطريقة الإدارة المالية والرياضية الذكية، لتنويع مصادر الإيرادات وانعكاسها على مسيرة تطور كرة القدم، ولكن للاسف لا يمكن المقارنة أصلا!
فواقع كرة القدم لدينا في وادٍ وهم في وادٍ آخر، وذلك رغم أننا في بلد غني ولدينا الكثير من الإمكانات المادية، ومع ذلك نجد أن الأندية لدينا بشكل عام متواضعة، وكرة القدم متعثرة، وآخر دليل ما حصل في بطولة كأس غرب آسيا الأخيرة، والظهور المتواضع لمنتخب بلادنا، رغم توافر الإمكانات لتدريبهم، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين هي المحاسبة للمسؤولين عن ملف كرة القدم؟ وذلك يشمل من لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة ابتداءً من الهيئة العامة للرياضة، وصولاً إلى الجهازين الإداري والفني.
وعودة طريفة لنادي ليفربول فإن شعاره أيضاً مقولة (لن تسير وحدك ابداً)، وأتمنى تطبيق هذه المقولة على المسؤولين عن ملف الكرة عندنا، كي لا يسيرون وحدهم من دون محاسبة، وبالمحسوبيات، التي دمرت الكرة والوضع الرياضي! والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي