No Script

وجع الحروف

العيد و«الومضة المنتظرة»!

تصغير
تكبير

في عيد الأضحى المبارك باركنا لأهلينا وأحبابنا... وكانت هناك «ومضة» مستفادة من مناسبة العيد.
الومضة تعني باللغة العربية «اللمحة الخفيفة»? قد تكون سعيدة ببسمة أو تكون حزينة بدمعة تظهر ملامحها على عجل من دون أن تسقط على الخد.
البسمة ولمحناها من تقارب أفراد الأسرة الواحدة والجيران والأقارب والأحباب، خلال الزيارات التي تحصل خلال عطلة العيد، ومنها درس مستفاد وهو أن التسامح والاعتذار من شيم الكبار، فكثير من أخواننا يطوون صفحة خلافاتهم ويعودون كما كانوا من قبل متحابين متآلفة قلوبهم.
الدمعة تظهر ملامحها عندما تصلك رسالة وفاة عزيز عليك، وهو ما حل عندما بلغت بخبر وفاة والدة أخ عزيز على قلبي... فيها تذكرت ما كنا عليه أثناء دراسة الثانوية العامة قرابة 37 عاما مضت... كنا في مقتبل العمر ويهتم والدانا بشؤوننا، وها نحن نودع الشايب والعجوز، ونحن في عمر فيه نتابع أحوال أبنائنا، ونسأل الله أن يصلح لنا أحوال جيل الغد.
يبرز سؤال وحيد وهو: ماذا نريد بالضبط على المستوى الفردي، وبحكم طبيعة عملنا كمسؤولين؟
لا الفلوس التي نجمعها تنفع... ولا المنصب يدوم... ولا سوء اختيار النواب يحقق لأبنائنا - جيل الغد - حياة كريمة وعيشة رخاء.
فما هو الحل بين «ومضة سعيدة» و أخرى «حزينة»؟
كبار رحلوا وتركوا خلفهم بصمة بعضها جميل كالومضة «اللمحة الخفيفة» أو كالبرق التي يشهد لها القاصي والداني.
لذلك? نتمنى أن نستوعب الدرس جيداً... إن الأيام يوم لك ويوم عليك وإن كنت طيب المعشر ستحصد ما زرعته للآخرين وقت الضيق، وإن كنت متمترساً خلف بريق منصب أو جاه أو وضع مالي، فما أن يزول فلن تجد من يتذكرك !
الزبدة:
تبقى الأماني كما كانت عليه... نترحم على الحي والميت، ونطلب الهداية لكل من غره زخرف الحياة الفانية، وظلل عمله الغرور والحسد والجشع.
نبقى ننتظر ما ستؤول إليه الأيام في وضع لا نرى فيه تعليم ولا صحة ولا خدمات ترقى إلى الطموح: فمتى سيفيق أحبتنا من غفلتهم؟
ساهم بتحسين الوضع، اجتماعياً تواصل مع أحبابك وأقربائك واصفح عن من أساء إليك? إعلامياً لا تكتب إلا ما يعزز وحدة صف المجتمع? مؤسساتيا ابذل قصارى جهدك للسير على مسطرة أخلاقية تخدم فيها مجتمعك ووطنك من خلال توفير تعليم جيد وخدمات صحية عالية المستوى.
أعتقد أننا بحاجة إلى «ومضة سعيدة» تعيد الأمور إلى نصابها، على الأقل تحافظ على ما تبقى لنا من «ومضة حزينة» نشعر بها عندما نودع قريباً وعزيزاً، كان له أثر طيب في نفوسنا.
نريد صحوة اجتماعية? مؤسساتية وإعلامية يقودها رجالات دولة، نفتقد لظهور غالبيتهم بين رموز المصلحين... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي