No Script

حروف باسمة

إطلالة على مفكرة التربية الخاصة

تصغير
تكبير

التربية تختلف وتتنوع في أساليبها ومشاربها ودلائلها وطرقها، وهي تهدف إلى تقويم سلوك الإنسان وتهذيبه وإعطائه جذوات مختلفة من صنوف العلم والمعرفة والأدب.
إن الأمم المتقدمة تهتم بضعفائها، ويتلخص هذا الاهتمام في العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، وقد اهتمت هذه الديرة الطيبة بهذا النوع من التعليم والتربية، فمنذ الخمسينات من القرن الماضي شرع في افتتاح معهد النور للعناية بأصحاب الإعاقة البصرية، وتوالت الاهتمامات وتنوعت السبل واختلفت الطرق في الرعاية والتربية والتنشئة، حتى فتح مجمع التربية الخاصة في الستينات، حيث اشتمل على عدد من المعاهد تختص في الإعاقات السمعية والبصرية والحركية والذهنية ومجال التأهيل المهني.
فبدأ الاستاذ عبدالعزيز الشاهين - رحمه الله - بإنشاء هذا النوع من التعليم والاهتمام به والعمل على تطوره، فشقت التربية الخاصة مجالات مختلفة في الوسائل والتقنية التي تعمل على تسهيل عملية التعليم والتعلم، ثم واصل هذه المسيرة الاستاذ محمد الحميدي في الثمانينات، الذي يعتبر دوره هو الميلاد الثاني للتربية الخاصة في مجال التطور بالمناهج ومواءمتها والاهتمام بالفرق المختلفة التي تعمل على تطور التخصصات المهنية، لتكون مواكبة لسوق العمل المحلية، واذا كان لنا في هذا الصدد أن نسلّط الضوء على المربين الذين أسدوا نصحاً في هذا المجال وإرشاداً وتربية، فإنهم كثر من أبناء هذه الديرة الطيبة رجالاً ونساء، أشاروا فأعطوا ووجهوا فنصحوا وصمموا فأبدعوا، ما أجمله من مجال وما أروعه من ميدان.


هو رحاب التربية الخاصة، ذلك الرحاب الذي يجدّ فيه المجدون ويفكر فيه المفكرون، من أجل الإمساك بأيدي ترتعش لتقوى وتمسك بالقلم، وتخطط على صفحات مشرقة «تحيا الكويت».
وإذا ذكرت اثنين من المربين - وهم كثر - فلا أنسى المربيات الفاضلات اللائي عملن في هذا الرحاب وهن كثيرات.
أذكر منهن:
الاستاذة سعاد الفارس المدير الأسبق للتربية الخاصة، التي اهتمت بعملية الدمج وشكلت من أجله اللجان حتى يدمج هؤلاء الأبناء في المجتمع، ولا يكونون في مكان واحد في التعليم فلا بد وأن يكون المجتمع ومؤسساته ومدارسه هو الرحاب الواسع الذي يضم الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأتذكر حين أذكر المخلصين في هذا الرحاب الاستاذة الفاضلة عائشة عبدالعزيز حمادة مراقبة التربية الخاصة في وقتها، التي أعطت كثيراً من جهدها وفكرها وإشاراتها الطيبة، ونصحها الواضح للأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، فتحية للذين يعملون في هذا المضمار وفي مدارسه.
من نورها وتربيتها وتأهيلها ورجائها ووفائها، وفي مجال السلوك التوحدي، وللمربين الذين ينتقون الطريقة المثلى التي تعمل على توصيل الحقائق إلى أذهان التلاميذ واختيار التقنية التي تعمل على تسهيل عملية التعليم والتعلم، وليفعّل العاملون في هذا المجال قوانين ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تعمل على إتاحة الفرص في التعليم والتربية والعمل.
وعلى لجنة شؤون المعاقين في البرلمان، وكذلك لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد أن تضع ضمن أولوياتها العناية بهذا النوع من التعليم، وليواكب العمل بالبرنامج التربوي الأعمال الإنسانية المتكاملة، التي تعطى لأصحاب الهمم.
أمل أنتم يا أمل
فاجتهدوا نحن العمل
الدهر مملوء أمل
فحققوه يا أمل

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي