No Script

رواق

«... اللي صافين طابور»

تصغير
تكبير

مُبارك عليكم دخول المرحلة الثانية، وعقبال انتهاء جميع المراحل، والقضاء على الوباء، الذي ننتظره جميعاً بفارغ الصبر، خصوصاً معشر الذين لا يجيدون الحذر، ولا يطيقون الكمّام، وأنا منهم، لذا قرّرت أن أبقى في المرحلة الأولى، عدا الدوام، ومع عدم ذهابي إلى المولات، التي جاءت لنا بالصوت والصورة إلى أماكننا، لنرى الناس فيها يصفّون في طوابير وقد تحوّلت طوابيرهم الى قضية للنقاش.
تقول المغردة شيماء: الكويت تُسجّل ظهور جائحة جديدة أخطر من «كورونا» وهي جائحة «...اللي صافين طابور»! أي طابور تصف فيه عادي تلقى صورتك بـ«تويتر» ونص الكويت تتحلطم عليك! هذه الطوابير يعتبرها البعض طوابير حياة، طوابير شغف كما يقول العازف فيصل شاه: اهتمامات الناس وشغفها ليست لنا لكي نحدّدها، لن أبرر شغفي بصوت الكمان منذ طفولتي، أو شغفي في الطب والأبحاث العلمية، أو الطبخ وغيره أنا نفسي لا أفهم أسباب شغفي ودوافعه، هناك مَن يحب التسوق ويحسن من نفسيته ويعطيه شعوراً جميلاً، لنتوقف عن تحديد المتع على مزاجنا واحتكار الذوق العام.
والبعض يعتبرها طوابير موت كما يقول المغرّد عيسى بورسلي: ‏الوفيات ما أخذوا العزاء في أعز إنسان لهم! إن كان أبوه أو أمه أو أحد أبنائه! بسبب التجمعات والمخالطة! ليت قومي يعلمون أن الدنيا زوالة وحضارات راحت بسبب تفاهات وقع البلاء على الجميع !


والبعض يذهب لما هو أبعد في تساؤلاته كما يقول المغرد ناصر الأربش: ‏بعيداً عن كيفهم وحلالهم، هذه الأسئلة ليست اعتراضاً على تصرفات الناس، لكنها فقط لتسليط الضوء على جزئية تغيب عن بال الكثير وهي النمط الاستهلاكي وترتيب الأولويات لدى أفراد المجتمع، فمن خلال دراسة معدل الرواتب ونوعية المشتريات للمجتمع، تستطيع أن تعرف مستوى ثقافة الادخار.
وترد عليه مغردة اسمها ميار فيرتوت لها وتقول: بالنسبة لي ولأهلي اختلفت في نظرنا الأولويات والكماليات، وصارت أولوياتنا هي السلامة والابتعاد عن مخالطة الناس، وأصبحت الكماليات ما لها أهمية لأن أزمة شهور حظر في البيت عرفنا شنو نحتاج لنعيش ونسلم بس يبدو الناس بدأت تعيش من دون ما تسلم يلي ما تغيرت نظرته للحياة بفترة الحظر لكان امته راح تتغير؟
من جميع هذه النقاشات نستخلص :
- من لم يغيّره «كورونا» فلن يغيره شيء.
- اختلاف وجهات النظر إزاء أي قضية تعكس تنوعاً ثقافياً مميزاً، بعيداً عن ثقافة الرأي الواحد والصوت الواحد، وما دمنا في زمن «كورونا» فسنتكلّم عن مناعة القطيع، فمن باب أولى أن نتجنّب ثقافة القطيع ونقبل الاختلاف أياً كان حتى في البيت الواحد، فإن كنت اخترت طوعية البقاء في المرحلة الأولى فمن حق شقيقتي أن تتلهّف إلى المرحلة الثالثة، ويمكنني اختيار عزل نفسي عنها حذراً، هذه هي الحرية الحقيقية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي